يعتبر أحفاد “الشهاونة”، السكان الأوائل الذين استوطنوا مديونة، أنفسهم البيضاويين الأصليين. هذه تذكرة عودة إلى مجال انطلقت منه انتفاضة الشاوية ضد الفرنسيين.
يطلق اسم مديونة على أحواز مدينة الدار البيضاء التي تشمل مساحة تقارب 450 كلم مربع على طول حوالي 38 كلم، وهو المجال المحدود شمالا بالمحيط الأطلسي وجنوبا بمجال زناتة وغربا بمنطقة السوالم. وقد كان لموقع مديونة عند التقاء سهل الشاوية السفلى بالتلال الساحلية على أبواب الدار البيضاء دور كبير في نشأتها وتطورها، حيث اختيرت سنة 2003 لتكون إحدى عواصم الإقليمين المحدثين بضواحي الدار البيضاء، وهو ما ساهم في تطور حجمها الديموغرافي ونسيجها الحضري ووظائفها الحضرية وعلاقاتها بمحيطها الجهوي. وساهمت الدينامية الديموغرافية التي عرفتها مديونة، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، في تحولها إلى أحد أهم تجمعات الضواحي التي تضطلع بالوظيفة السكنية للعديد من السكان الذين لم تعد العاصمة الاقتصادية في متناولهم.
الأصول والتركيبة القبلية
ينتمي العنصر القبلي لمديونة إلى اتحادية قبائل الشاوية وبالضبط إلى مجموعة “الشهاونة”، وهي الاسم القبلي لأهم تجمع سكاني محيط بالدار البيضاء. ومن هذا المنطلق، يعتبر المديونيون أنفسهم البيضاويين الأصليين. أما على مستوى الأصول، فقبيلة مديونة أصلها أمازيغي من زناتة الكبرى، إلا أنهم مع مرور الزمن وبسبب انتشار اللغة العربية بينهم، تم تعريبهم خصوصا بعد تضاؤل استعمالهم للغة الأمازيغية إلى حين توقف تداولها.
حسام هاب
تتمة المقال تجدونها في العدد 81 من مجلتكم «زمان»