اضطرت إسبانيا، أمام قلة الرجال المدربين لخوض حرب الريف، إلى استقطاب مرتزقة أجانب وإدماجهم داخل هيئة عسكرية أطلقت عليها “لفيف القوات الأجنبية”.
لم تفرض إسبانيا أي شروط للراغبين في الانضمام إلى جيشها. “لم يكن الالتحاق بهذه الهيئة العسكرية يتطلب تقديم أي نوع من الوثائق، مما سمح للعديد من الأفراد ذوي السوابق الإجرامية، الذين لم يتمكنوا من الحصول على عمل مدر للدخل، بالانضمام إليها دون مساءلتهم عن سيرتهم الذاتية، بل مُنِحوا على الفور دفعة مالية… وكان العديد من الأجانب، الذين استهوتهم فكرة الانخراط في اللفيف الأجنبي، جنود سابقون شاركوا في الحرب العالمية الأولى وفشلوا في الاندماج في الحياة الاجتماعية المدنية، أو لم يتمكنوا من الحصول على عمل. إذ أن البطالة التي شهدها العالم بعد الحرب أجبرت العديد من الجنود السابقين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا والمجر وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا ودول أخرى على التوجه بأعداد كبيرة إلى مكاتب تجنيد القوات الأجنبية”، وفق ما أورد سيباستيان بلفور في كتابه “العناق المميت، من حرب الريف إلى الحرب الأهلية”، ترجمة عبد المجيد عزوزي.
كما التحق بهذه الهيئة متطوعون من بلدان بعيدة كأمريكا وكندا وكوبا وجنوب إفريقيا وروسيا البيضاء. “ولعل الحصول على المنحة المالية، مباشرة بعد الالتحاق باللفيف الأجنبي، هو العنصر الأكثر إغراء… وقد تضمن هذا الخليط من المجندين أفرادا من مختلف الأصناف، من ضمنهم الكونت ألكسندر تولتسوس، الضابط السابق في الجيش البريطاني، والذي صرح لجريدة عسكرية بأنه انضم إلى اللفيف الأجنبي لأن اقتناص المغاربة هو الرياضة الوحيدة التي لم يجربها بعد”، يذكر بلفور.
وتشير مصادر تاريخية إلى أن وكيلا فرنسيا يدعى كميل فوسيون وقع عقدا مع الجيش الإسباني، سنة 1924، تعهد بموجبه بتجنيد بضعة آلاف من العساكر من فرنسا وبلجيكا، وأكد أن الأمر سيكون سهلا نظرا لارتفاع نسبة البطالة في هذين البلدين.
أي نتيجة
View All Result