انخرط شباب مغاربة مثقفون، في ستينات وسبعينيات القرن الماضي، في تداريب على حمل السلاح خارج المغرب، ثم العودة للبلاد.
كانت الستينيات، فعلا، سنوات الأحلام الثورية والقومية بالمغرب وبعض دول المنطقة. فالإحباط الناتج عن فشل الاستقلال في تحسين شروط العيش، مادية واعتبارية، دفع بعض الناس للانتفاض من جديد وذلك بتبني أحلام جديدة. إن الدولة الوطنية التي كان يحلم بها، بل يتوق إليها ويعمل على تحقيقها، المواطن أيام الاستعمار كشرت عن أنيابها فبدت أكثر شراسة أحيانا من دولة الحماية. المثقفون كانوا أكثر الناس إحباطا وغضبا، فالحرية الموعودة لم تتحقق، كما أن الكرامة الجماعية أصبحت سرابا هاربا. كان وقع الظلم والضبط السياسي أكثر إيلاما، تبعا لقول الشاعر:
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة // على المرء من وقع الحسام المهند
شباب مثقف غاضب
في هذا السياق حاول الآلاف من الشباب وأكثرهم من المثقفين -بشواهد أو بدونها- الحصول على جواز السفر للالتحاق بمراكز التدريب العسكري والتكوين الإيديولوجي في أفق الرجوع للوطن. كانت، هناك أساسا، ثلاثة بلدان تستقبل هذا الصنف الخاص من المهاجرين، هي الجزائر وسوريا لتلتحق بهما ليبيا بعد انقلاب معمر القذافي سنة 1969. كان الكثير من هؤلاء المهجرين الحالمين بالثورة ينتمون، أو قد انتموا لبعض الوقت، لأحزاب أو منظمات معارضة كحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحزب الشيوعي المغربي أو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وبعض النقابات الأخرى.
المعطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»