أثار مقتل مواطن سينغالي وما تلاه من مواجهات عنيفة بين شباب مغاربة ومهاجرين سؤال العنصرية مجددا. هل نحن عنصريون؟ أم أن الأمر مجرد حادث من حوادث العنف المتفرقة التي تقع هنا وهناك؟
يعود سؤال العنصرية تجاه الأفارقة الجنوب صحراويين ليفرض نفسه في الساحة الإعلامية والحقوقية المغربية كلما سقطت ضحية من في صفوف المهاجرين المقيمين بيننا أو اللاجئين إلى بلادنا على سبيل العبور نحو الضفة الأخرى، في أحداث عنف مؤسفة، تماما كما كان الشأن خلال الصيف الأخير حين لفظ مواطن سينغالي أنفاسه في حادث تحول إلى مواجهات عنيفة بين فريقين يصطف كلاهما في مواجهة الآخر على أساس الانتماء الجغرافي أو ربما على أساس نوع من الوعي بالاختلاف في اللون والثقافة واللغة… أو ربما على أساس وعي عنصري.
فرضيات تطرح مبدئيا صعوبة تحديد الإطار الذي تقع في نطاقه مثل هذه المواجهات.
هل يتعلق الأمر بمشاعر عنصرية تجاه الأسود الوافد من جنوب الصحراء؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه حوادث متفرقة مثل أي حادث عنف يمكن أن يسقط ضحايا؟ هل كان المغاربة عنصريون في فترات تاريخهم الطويل؟ أم أن علاقاتهم بالآخر المختلف كان يسودها الانفتاح والتعايش؟ ماذا عن رواسب الماضي ألا تشحذ مشاعر العنصرية تجاه الآخر؟ أسئلة وأخرى تطرحها «زمان» في هذه المناظرة التي تتغيى الفحص والتحليل إذ الموضوع لا يحتمل مقابلة المواقف والآراء بقدر ما يفرض التحليل، والفهم.
يتفق الأستاذان عبد الإله بلمليح وجمال خليل على أن المغاربة ليسوا عنصريين، رغم رواسب الثقافة والتاريخ، وحتى في إطار نظام الرق والعبودية، وأن المواجهة والعنف تجاه الآخر الوافد لا تعبر في الواقع سوى عن تضارب المصالح، أو الشعور بالحاجة لحماية مجال العيش، أو في نطاق مفهوم الحمية. غير أن مخاطر العنصرية قائمة ومحتملة، يجدر القيام بمجهود بيداغوجي لتفاديها. مجهود بيداغوجي يحيل على التمثل المغربي للهوية، ويمر بالضرورة عبر طرح هذا الإشكال وحسمه. ما هوية المغربي؟ وكيف يجدر بنا تمثلها منفتحة تعددية لتفادي الإقصاء والانزلاق نحو خطر العنصرية تجاه الآخر المختلف؟
حاورهما المصطفى بوعزيز وياسر الهلالي وإسماعيل بلاوعلي
التتمة في العدد 12 من زمان