شغل اليهود المغاربة مناصب مهمة خلال العصر الوسيط، ومنهم من تولى مهمة الحجابة والوزارة داخل القصور المرينية .بل منهم من تحكم في أمور الجيش.
لم يرتبط المغاربة اليهود، كمكون اجتماعي، “بأية قوة قبلية أو اجتماعية“. وبحكم تعاطيهم للأنشطة الحرفية والتجارية، فقد كانوا في أمس الحاجة إلى وجود سلطة تقر الأمن داخل المدن وفي المسالك التجارية. في المقابل، دعموا هذه السلطة ما أمكنهم. فدون أخذ هذا المعطى التاريخي بعين الاعتبار، يصعب فهم ارتباط المغاربة اليهود بالسلطة في مغرب العصر الوسيط، ومن ثمة تنفذهم فيها.
ثمة إشارات غامضة عن النفوذ والحظوة اللذين وصل إليهما المغاربة اليهود في المغرب قبل العصر المريني. فالمتوفر، إلى حدود الساعة، اضطلاعهم بدور عسكري في جيش إدريس الأول، وكذلك الشأن خلال العصر المرابطي، حيث سعى يوسف ابن تاشفين، عندما كان بصدد الاستعداد للعبور إلى الأندلس، إلى “تكوين جيش رديف منهم، بقيادة عمر بن ديان“. على أن نفوذ المغاربة اليهود خلال هذا العصر، ارتبط بشغلهم بالتطبيب بالبلاط المرابطي في مراكش إلى جانب شغلهم لمراكز مهمة في الإدارة المرابطية.
استمالة اليهود الأغنياء
لا يحظى المؤرخ بمعلومات عن المغاربة اليهود المتنفذين خلال عصر قوة الدولة الموحدية، وعليه أن ينتظر عصر ضعفها وتحديدا خلال عصر المأمون الذي انقلب على الإيديولوجية التومرتية، ونظم مذبحة في حق الأشياخ، فكان مضطرا للبحث عن سند جديد لدولته، فوجد بعضا منه في النصارى واليهود، حيث لوحظ ازدياد أعدادهم في العاصمة مراكش. وبالنظر إلى نفوذهم المالي، والأزمة التي عادة ما تضرب الدول في أواخر عهودها، يرجح أنهم أصبحوا قيمين على المال في أهم الحواضر المغربية.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»