مثلت القبيلة ضرورة اجتماعية لتدبير العلاقة داخل المجتمع في غياب الدولة. فما هي جذور القبيلة في المغرب؟ وبماذا تتميز عن باقي البنى القبلية في العالم؟ وكيف كانت علاقة القبيلة بالدولة المركزية؟ وأين هي القبيلة اليوم؟ هذه الأسئلة يجيب عنها رحال بوبريك، أستاذ الأنثروبولوجيا بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط.
ما هو مفهوم القبيلة، أو ما هو التعريف الدقيق -على الأقل على المستوى النظري- الذي يمكن أن نعطيه لمؤسسة القبيلة؟
يعتبر مفهوم القبيلة من أصعب المفاهيم التي اجتهد الأنثروبولوجيون والسوسيولوجيون في تحديدها. فوجدنا بالتالي أنهم أعطوا تعاريف متعددة، كما اختلفوا وتضاربوا حول الحجم والعدد الذي يحدد القبيلة التي يمكن أن تطلق على تجمع يضم خمسين فردا، كما على جماعة مكونة من ألفي شخص. كذلك، كان تحديد طبيعة الرابط الجامع بين الناس أحد أوجه هذه التعقيدات، فهناك من تحدث عن الرابط البيولوجي، وهناك من تحدث عن عامل الأرض أو المصالح الاقتصادية. وعموما، يمكن القول إن تنوع المجتمعات البشرية أدى بالباحثين إلى استعمال المفهوم في حالات مختلفة.
لكن يمكن الحديث عن معنى أكثر إجرائية يستعمله الباحثون، حيث يعرفون القبيلة على أنها انتماء الى جد مشترك ولو أن العامل البيولوجي ليس هو المحدد الرئيسي، بقدر ما هو الانتماء إلى فضاء معين هو الأرض. أضف على ذلك، التأطير ببعض العادات والقيم والأعراف والقيم الثقافية المشتركة.
في المغرب، ما هي الجذور التاريخية للقبيلة؟
القبائل في المغرب، عموما، هي تكتل مجموعات ذات أصول مختلفة في مكان ما بناء على مصالح اقتصادية وسياسية محددة، فتتشكل بالتالي في كتلة بشرية تسمى قبيلة، وبعد ذلك تتبنى جدا مشتركا. وقد يكون هذا الجد حقيقيا أو وهميا.
ما معنى أن يكون هذا “الجد” وهميا؟
قد يكون هذا الرابط القديم مختلقا هدفه إيديولوجي أكثر منه حقيقة تاريخية، فبعض القبائل ليس لها جد مشترك، إذ نجد أنها كانت في القرن التاسع عشر تمثل قبيلة، وبعد ذلك نجد أنها أصبحت مكونة من مجموعة قبائل، لا يجمعها نسب جينيالوجي.
تتمة الملف تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019