اشتهر آل بن الصديق بين الناس بالفقه والتجديد ”في علم الحديث “وبتأليف الكثير من الكتب، وكما كان لهم أتباع وصل بهم الإعجاب إلى حد التقديس، كان لهم خصوم وأعداء.
عديدة هي الأسر في تاريخ المغرب التي عرفت بتوارث المعارف الدينية والفقهية المختلفة، لكنها وحدها أسرة آل بن الصديق الغماريين من أثارت كثيرا من الجدل، وانقسم الناس حولها بين مقدس ومعجب ومستنكر وكاره وحائر. نوابغ ومجددون في “علم الحديث” وبارعون في تقنياته باعتراف أشد الناس لهم عداء، سلفيون أعلنوا حربا ضروسا على المذاهب الفقهية، وكان لمذهب مالك من ذلك النصيب الأوفى. متصوفة درقاويون إلى حد النخاع، يحج المريدون إلى زاويتهم طلبا للقبول والبركة، فاسدو العقيدة والتصور حلوليون وخرافيون عند التيارات السلفية والوهابية، مقاومون للاحتلال ومناضلون شرفاء حسب ما يسوقون لأنفسهم، عملاء وخونة في عيون الحركة الوطنية وأبنائها، أزهريون تتلمذ على أيديهم شيوخ الأزهر وكباره، متهمون بموالاة الإخوان وبيعة حسن البنا، بعيدون عن السلطة مهاجمون لها قريبون منها، إخوة متعاضدون تارة، أعداء متحاربون تارة أخرى، تلك هي ظاهرة هذه الأسرة التي قامت بدور ديني وثقافي واجتماعي بارز بمنطقة شمال المغرب عموما وطنجة خصوصا.
فمن أين ينحدر أبناء هذه الأسرة؟ ومن هم أشهر رجالاتها؟ وما هي أبرز الأفكار والتصورات التي عرفوا بها؟ وكيف أسهمت مواقفهم السياسية المختلفة في تعرضهم للغربة والسجن؟ وكيف كانت علاقتهم بالسلطة الحاكمة قربا وبعدا؟ ولماذا اتهموا من الحركة الوطنية بالعمالة؟ ماذا ينقم عليهم خصوم الأسرة وأعداؤها؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»