نادرا ما تجتمع في فنان شغوف بالموسيقى صفات المثقف والمتفقه في اللغة والدين. ذلك ما جعل أحمد البيضاوي من جلساء الملك الحسن الثاني إلى أن وافته المنية في أواخر غشت 1989.
اختار أحمد بنشهبون، المولود في عام 1918 بحي جامع الشلوح بالمدينة القديمة في الدار البيضاء، مصيره بنفسه في وقت كان الآباء هم من يقررون مصير الأبناء. كان والده، القادم من سوس، قد التحق بعد فرض الحماية بقليل بالمدينة التي بدأت تغري الجميع، مغاربة وأجانب، لكن ابنه أحمد أغرته الموسيقى.
البدايات الأولى
ولج أحمد بنشهبون المسيد، لأول مرة، في ربيعه الرابع. كان ذلك بكتاب بلخير لحفظ القرآن الكريم، قبل أن يلتحق «بدروس الأستاذ عبد الرحمان النتيفي بفرينة أولاد هابو»، وفق ما يذكر محمد الغيذاني في كتابه “للإذاعة والتلفزة المغربية… أعلام”. وقبل أن يشتد عوده، «كان مشحونا بعالم الغناء الذي سيطر على حواسه خلال العشرينات من القرن الماضي، كان يقلد العديد من الأصوات الغنائية، ويتردد على محلات بيع الآلات الموسيقية بحي جامع الشلوح… كان يستمع إلى الأناشيد والأغاني الدينية والتراثية، في حلقات الذكر والسماع ومجامع الزوايا والمدائح النبوية التي كان يحضرها مع والده». إلى جانب اهتمامه بالنشيد والسماع، مال بنشهبون إلى العزف على آلة العود، وتمكن في وقت ما من اقتنائها، غير أن والده غضب وعمد إلى تكسيرها. مع ذلك، لم يتوقف طموح الابن، إذ كان الإغراء أقوى، ثم حصل بمساعدة أحد أقاربه على واحدة أخرى، وبدأ يداعب “محبوبته” بعيدا عن أنظار الوالد.
عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»