في تساؤلنا عن موضوع تعليم الفتيات بالمغرب، وربط الماضي بالحاضر وما الذي حصل، يقدم لنا الباحث في علم الاجتماع والإطار التربوي، أحمد المتمسك، إجابات وجوانب عن وضعية الفتاة بشكل عام داخل المجتمع المغربي، ثم عن قضية تعليمها بالأساس. ويقول الباحث في خضم الحوار، أن هناك إكراهات تقليدية وإيديولوجية تحكمت في تعليمهن وجعلته متعثرا في زمن الحماية وحتى بعد الحصول على الاستقلال.
بشكل عام، وباعتبارك خبيرا تربويا وباحثا في علم الاجتماع، كيف تقرأ تربع الفتيات، في السنوات الأخيرة، على قائمة أعلى النقط المحصل عليها في نتائج البكالوريا؟
فعلا، عندما نتفحص إحصائيات الامتياز في بكالوريا ،2022 نجد أن 10 فتيات من 13 حصلن على أعلى الدرجات في هذا الاختبار الفاصل في حياة الطالبات والطلبة…
ماذا يعني هذا المعطى المتعلق بتفوق الفتيات في جميع الامتحانات المتعلقة بالتعليم التأهيلي أو العالي؟ الجواب عن هذا السؤال يتطلب الوقوف عند ظاهرة تعليم الفتيات في المغرب وتناوله من خلال زوایا ومحددات متعددة. أول هذه المحددات هو الدور المنوط بالمرأة في المجتمع المغربي، ونظرة الرجال إليها من خلال الأحكام النمطية السائدة والمستنبطة عند النساء .تتمفصل هذه الأحکام حول ثلاثة محاور: أولها أن المرأة أضعف من الرجل، ولهذا لا يمكن لها أن تتساوى معه في المهام والأدوار الاجتماعية. وثانيا أن دورها في المجتمع ينحصر في أن تكون ربة بيت صالحة، ترعى الأطفال وتلبي رغبات زوجها .ثم أخيرا اعتبارها أنها نفس ضعيفة، لهذا يجب حمايتها في حالة إذا ما زلّت قدمها .وفي هذا الحقل الضيق المغلق، يبقى التمدرس هو المخرج الوحيد للانعتاق من الأدوار التقليدية، للولوج إلى عالم آخر تثبت فيه المرأة ذاتها عن طريق التفوق والامتياز في التعلم واکتساب المعارف.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»