برز أحمد زروق، وهو في عنفوان الشباب، وسط فقهاء المرحلة كمعارض لخلع السلطان عبد الحق المريني، قبل أن تستبد به أزمة روحية جعلته يختار حياة التصوف.
بدأت معالم شخصية أحمد زروق العلمية تتشكل منذ أن التحق، وهو شاب في السادسة عشرة من عمره، بجامع القرويين والمدرسة العنانية، وتتلمذ على أشهر علماء فاس وفقهائها آنذاك، وفيهما درس أمهات كتب المذهب المالكي والحديث والأصول وقواعد اللغة العربية، والراجح دراسته أيضا بعض كتب التصوف. وكان الغالب عليه، خلال هذه المرحلة من عمره، الفقه والحديث، مع ميل طفيف نحو التصوف. وستطبع هذه الثنائية في التكوين ما تبقى من حياته، مع طغيان للتصوف، حتى لقب بـ”الجامع بين الشريعة والطريقة”.
مسار سياسي قصير
كان زمن زروق مضطربا من الناحية السياسية. فالدولة المرينية الحاكمة في حالة ضعف شديد وقد فقدت سند الوطاسيين بل دخلت معهم في صراع مسلح، واستبد يهود السلطان بأمور الجبايات…، وأخذ الغازي الإيبيري يقتطع أجزاء من سواحل المغرب المتوسطية. دفعت هذه الأوضاع وغيرها بعضا من فقهاء فاس إلى تحريض أهالي المدينة للثورة على السلطان عبد الحق المريني وخلعه، وانتهى الأمر بقتله سنة 869هـ/ 1465م. ولم يكن هذا الفعل محط إجماع الفقهاء، من باب عدم توفر موجب شرعي يحل الخروج عن السلطان. في هذا السياق، برز اسم أحمد زروق كأحد المعارضين لخلع السلطان وقتله، وإن لم يكن قد سطع نجمه بعد بشكل لافت في حنطة العلماء الفاسيين، فسنه إذاك لم تكن تتجاوز 23 سنة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 38 من مجلتكم «زمان»