عندما حط الإسبان أقدامهم على جزر الكناري، عملوا على محو ثقافة الأمازيغ، أي السكان الأصليين للجزر، وأطلقوا عليهم اسم ”الغوانش” .لكن رغم مرور قرون.. لا يمكن للتاريخ أن يغتال ذاكرته.
يدافع اليوم مجموعة من النشطاء والكتاب والأكاديميين الإسبان عن التاريخ الأمازيغي لجزر الكناري، من بينهم الباحث سفالدو غِيرّا سانتشيث، الذي أسس في بداية الثمانينات، مجموعة تحمل عنوان “أصدقاء عالم السكان الأصليين“ .كان الغرض منها هو نشر الموروث الثقافي للكناريين القدامى. بالنسبة لسانتشيث، فلا أحد يمكنه أن يشكك في الكنه الأمازيغي للكناريين والكناريات الحاليين، حيث يقول: «إنه مكون من مكونات المزيج المشكل لهويتنا؛ وهو ما يؤكده علماء الآثار واللغويون والمؤرخون والأنثروبولوجيون وعلماء الوراثة والجينات، لا سيما علماء الجينات الذين حسموا الأمر وبشكل قاطع بعد الدراسات الصارمة التي أنجزتها روسا فريخيل هي وفريقها».
تسعى الأبحاث الأثرية إلى سد الثغرات التاريخية حول السكان الأصليين لجزر الكناري، وإعطاء معلومات أكثر حول فترات هجرتهم والأساليب والأسباب التي أدت إلى ذلك، بالرغم من أن الأبحاث الأركيولوجية كانت فقيرة نوعا ما في البداية، وربما يعزى ذلك إلى “الصورة السلبية التي راكمها المخيال الغربي عن إفريقيا“. واجتهدت الأبحاث أكثر لتؤكد أن الكناريين الأوائل جاؤوا من شمال إفريقيا. تشير إحدى الدراسات إلى أن السكان الأصليين لجزر الكناري هم أمازيغ شمال إفريقيا، الذين هاجروا إلى الجزر بين القرنين الخامس والعاشر قبل الميلاد. غير أن هجراتهم كانت على مراحل، ويرجح أنها توقفت قبل دخول المسلمين إلى بلاد المغرب.
تتمة المقال تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»