تفيد المصادر، التي تطرقت إلى تنصر أمراء مغاربة، أن بعضهم لم يكن صادقا منذ البداية. وتورد حالتين، الأولى تتعلق بأحدهما يحمل اسم مولاي ناصر، وادعى أنه شقيق السلطان المسلوخ. فقد قصد مولاي ناصر “المزور” مليلية، في فبراير 1615، وطلب من عاملها السماح له بالعبور إلى إسبانيا، رفقة زوجته وعبيده، حتى يتلقى “مياه المعمودية المقدسة”، لكن ثبت في الأخير أن مولاي ناصر الحقيقي توفي عشر سنوات قبل ذلك في مواجهة مع الجيش السعدي.
بينما تتعلق الحالة الثانية، بشريف علوي حقيقي يدعى مولاي العربي، الذي هرب إلى إسبانيا، في عام 1670، بعد فشل تمرده ضد عمه السلطان مولاي رشيد. وسنة بعد ذلك، أعلن نصرانيته، وحمل اسم دون أنطونيو أغوستين من تافيلالت. ثم عينته الوصية على عرش إسبانيا ماري آن دوتريش، أرملة فيليب الخامس وأم شارل الثاني، ضابطا في الجيش، وأرسلته إلى ميلانو ثم إلى فلاندر. غير أن هذا الفيلالي خلص، بعد بضعة سنوات، إلى أنه لم يخلق ليكون نصرانيا، وعاد إلى المغرب، حيث خصه مولاي إسماعيل باستقبال جيد، وأصبح مولاي العربي من جديد.
منذ القرن الثامن عشر، لم يلجأ أي شريف علوي إلى إسبانيا أو البرتغال أو إيطاليا. ربما لأن الدولة العلوية ثبتت أقدامها، ولم تعد تتخوف من منافسين جدد. أو ربما، كذلك، لأن إسبانيا، خصوصا، والمسيحية، عموما، لم تعد في حاجة إلى هؤلاء الشرفاء المرتدين.
أي نتيجة
View All Result