يمثل ابن الكعاب أحد طلائع خريجي البعثات العلمية التي ميزت عهد السلطان الحسن الأول، وخاصة تلك التي تم إرسالها إلى فرنسا وبلجيكا، والتي كان التكوين في المجال العسكري بقصد تطوير قدرات المغرب الدفاعية أبرز اهتماماتها وأهدافها.
ولد محمد بن محمد بن علي بن الكعاب الشركَي السجعي الحمراني سنة 1857 في أحد أحياء المدينة القديمة بفاس، وفيها بدأ أولى خطواته العلمية كغيره من أقرانه، حيث أدخل الكتاب القرآني، ثم درس مبادئ العلوم الإسلامية فيما بعد، قبل أن يقع عليه الاختيار سنة 1874، وعمره آنذاك لا يتعدى 18 سنة، مع طلبة آخرين للدراسة بالخارج، في إطار البعثة العلمية التي اختير لها أن تتجه إلى فرنسا وبلجيكا.
من طنجة إلى باريس
كانت آثار هزيمتي إسلي وتطوان ما تزال واضحة على المخزن المغربي آنذاك، وكان تطبيق الاتفاقيات التي وقعها مع الدول الأوربية بعد تلك الهزيمتين وغيرها تدفع بالمخزن إلى ضرورة التفكير في إيجاد السبل الكفيلة بالحد من تغلغل الأجنبي على حساب السيادة المغربية. وقد بدا للنخبة المخزنية، آنذاك، أن الإصلاح العسكري يمثل أولوية الأولويات. لذا، استقر رأي السلطان الحسن الأول على أن يبعث مغاربة إلى الخارج لتعلم بعضٍ مما يميز الجيوش الأوربية تكوينا وعتادا، في أفق تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في ما يتعلق بالأطر العسكرية والتقنية. فكانت هذه البعثة، وكان محمد بن الكعاب من أفرادها.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 3 من مجلتكم «زمان»