تسلم مولاي الحسن الأول الملك في وقت كان المغرب يعاني من تدهور مالي واقتصادي كبير، فحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه، غير أن النتيجة كانت مخيبة.
حتى أواخر القرن التاسع عشر، عاش المغرب على وقع نظام مخزني تقليدي بعيدا عن التحولات الجذرية التي رافقت تطور النظام الرأسمالي العالمي. وكان المخزن بهياكله التقليدية البسيطة قادرا على تدبير أمور البلاد طالما بقي المغرب متقوقعا على نفسه، ورافضا بعناد الاندماج في الرأسمالية الغربية الزاحفة. لكن هذه العزلة الاختيارية لم تعد ممكنة بعد منتصف القرن التاسع عشر بعدما عزم الغرب على اقتحام آخر معاقل الممانعة. إذا نظرنا إلى الجهاز المخزني، الذي كان يدير أمور البلاد حتى منتصف القرن التاسع عشر، وجدناه غارقا في التخلف تطغى عليه عدم الفعالية والإهمال والمحسوبية والفساد بشتى أشكاله. لم تكن هناك حكومة تستحق هذا الاسم، وكان السلطان محاطا بمجموعة من الكتاب والأعوان دون مهام محددة.
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 37 من مجلتكم «زمان»