شكل الجيش الملكي ميدانا من ميادين الصراع حول بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، فماذا كانت رهانات كل طرف من أطراف هذا الصراع؟
تجمع حشد من المواطنين في وسط العاصمة الرباط ليتابعوا استعراضا عسكريا، هو الأول من نوعه، تحت رئاسة محمد الخامس صباح يوم 15 ماي 1956. مشهد مثير بما يعبر عنه من استعادة واحد من أهم مظاهر السيادة الوطنية، وأولى تجلياتها، إلى جانب استرجاع حق التمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء مع الخارج. وراء الطابع الاحتفالي للمشهد، كان هذا الاستعراض العسكري يخفي واقعا أكثر توترا. مما لا شك فيه أن المائتي ألف متفرج الذين تابعوا الحفل، وفق تقديرات المندوب السامي الفرنسي، لم يكونوا يعرفون أن خمس فيالق من الجيش الفرنسي تجمعت حول العاصمة الرباط استعدادا لمواجهة أي طارئ قد يفسد الحفل. والطوارئ في تلك اللحظات الدقيقة لم تكن سوى تحركات جيش التحرير الذي كانت تضعه فرنسا على رأس قائمة أعدائها في المغرب. تبعا للمعلومات، التي وصفها بالسرية، يوضح أندري لويس دوبوا مندوب فرنسا بالرباط كواليس المشهد، في برقية بعث بها لباريس يوم الاستعراض العسكري. يسجل المصدر بارتياح أن جيش التحرير لم يشارك في الحفل، كما لم يحاول إفساده، على الرغم من أن المخاوف بقيت قائمة حتى اللحظات الأخيرة. إلى حدود يوم أمس قبل الساعة 11 بقليل -يضيف المصدر- تم التوصل إلى اتفاق بين السلطات الرسمية وممثلي جيش التحرير يلتزم بموجبه هؤلاء بأن يظلوا هادئين.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»