كشف الملك الراحل الحسن الثاني، في خطاب يوم 8 يوليوز 1988 بمناسبة عيد الشباب، أنه قرر يوم وفاة محمد الخامس بناء ضريحه في الدار البيضاء، إلا أنه تراجع عن قراره بعد أسابيع ليبني الضريح في العاصمة الرباط.
هذا ما جاء في خطابه: “والآن ولو أنه لا يوجد في ديننا كرسي للاعتراف. من اللازم بيني وبين سكان الدار البيضاء الأعزاء أن أجلس أمامهم على كرسي الاعتراف. ففي يوم وفاة والدنا سيدنا محمد الخامس طيب الله ثراه، كنت قررت أن أبني ضريحه المنور في مدينة الدار البيضاء، إلا أنه بعد أسابيع، ارتأيت أننا إذا دفنا سيدنا رحمه الله في الدار البيضاء، سيغترب شيئا ما علي وعلى إخوتي نظرا لبعد المزار. كما أن عدة رؤساء دول سيضطرون إلى مغادرة الرباط والتوجه إلى الدار البيضاء لزيارة الضريح، إنني أعترف أمام البيضاويين أنتظر منهم على كل حال الشيء المنتظر منهم.
ولكن منذ ذلك اليوم، الذي قررت بناء الضريح بالرباط، قررت كذلك أن أعوضهم بشيء آخر، وفكرت في بناء مسجد هو الآن في طور البناء على شاطئ البحر، وسيجعل من الدار البيضاء مدينة فريدة من نوعها، حيث أن هذا المسجد سيكون فريدا من نوعه…
وإذا نحن إن شاء الله أتممنا هذا المسجد، وسنتم إنجازه بحول الله ستكون لي فرصة ومناسبة لإرضاء سكان الدار البيضاء حتى لا يغضبوا من كوني حرمتهم من ضريح محمد الخامس. وأعتقد أن مسجدا يذكر فيه سم الله من أكبر المساجد في العالم الإسلامي يعتبر كذلك جوهرة جديرة بأن يعطيها سكان الدار البيضاء والمغاربة جميعهم الأهمية والقيمة اللائقين بها”.