خاض الحاج الحسين برادة غمار المقاومة المسلحة منذ ريعان شبابه، فبالرغم من انتمائه السياسي، إلا أنه فضل السلاح على السياسة. فقد أسس إلى جانب محمد الزرقطوني المنظمة السرية المسلحة، وقاما بعدة عمليات ضد الفرنسيين طبعت تاريخ المغرب المعاصر. الحسين برادة يؤمن أن عمليات التفجير هي التي سرعت باستقلال المغرب، وليست المناشير واللقاءات والمفاوضات السياسية. في هذا الحوار مع مجلة “زمان”، يكشف الحسين برادة (90 عاما) عن كيفية تشكيل النواة الأولى للمقاومة المسلحة وصراعها مع حزب الاستقلال. كما يكشف عن كواليس تأسيس جيش التحرير والمساهمين فيه من داخل المغرب وخارجه، بحيث يعتبر أن بن عبد الكريم الخطابي لم يكن معهم بل كان ضدهم، بحسب روايته. كما يفصل برادة في الصراع بين جيش التحرير والقصر، وكيف انتهى بهم المطاف إلى التفكك بعد مقتل عباس المساعدي وصعود رفاق المهدي بنبركة.
في البداية حدثنا عن نشأتك وطفولتك؟
ولدت بمدينة فاس سنة 1930 وسط عائلة محافظة. كان جدي عبد السلام برادة من أعيان المدينة، وكان ذا قرابة مع الفقيه الحجوجي. أما والدي فكان من تجار فاس. وبعد وفاة والدتي، وعمري لم يتجاوز الرابعة، أصر الفقيه الحجوجي أن أرافقه إلى مدينة دمنات. هناك مكثت حوالي ثلاث سنوات لأحفظ بعض الأحزاب من القرآن. بعد عودتي لمدينة فاس، أدخلني والدي إلى المدرسة الإدارية ثم إلى مدرسة الفقيه الرجراجي التي كانت شهيرة ويدرّس بها علماء القرويين، على رأسهم عبد الهادي التازي. بعد رجوع شقيقي الذي كان يشتغل في التجارة من السينغال في سنة 1943، ألح على والدي أن أرافقه إلى مدينة الدار البيضاء، حيث سيفتح دكانا تجاريا بقيسارية الحبوس في درب السلطان.
كيف كانت علاقتك بالسياسة في شبابك؟
أثناء اشتغالي مع شقيقي في التجارة بالدار البيضاء، كان يجاورنا في الدكان تاجر اسمه عبد السلام بريولة. وفي أحد الأيام، دعاني هذا الرجل إلى الانخراط في حزب الاستقلال. رحبت بالفكرة رغم صغر سني الذي لا يتجاوز 15 سنة، وشرح لي ماهية الحزب، بأنه وطني يدافع عن الوطن والملكية، ويشتغل ضد الوجود الفرنسي بالمغرب.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019