يحضر الحمل والتيس في الكثير من المناسبات التي يحتفي بها المغاربة، وتتأرجح العلاقة بين التقديس وبين التلذذ في إراقة دم الأضحية.
عندما نلاحظ علاقة المغاربة بالحمل أو التيس، خصوصا في المناسبات المقدسة كالأعياد الدينية أو الزواج أو الختان، أو فيما يتعلق بطقوس الجدبة والتواصل مع القوى الغيبية، يستبد بنا السؤال عن هذه العلاقة الغريبة التي تتأرجح بين الحب والتقديس من جهة، والرغبة في تدمير الحيوان المقدم للتضحية. عندما نشاهد الحب العارم للدم الذي يستبد بالمغاربة حد الجنون في مناسبات الأعياد المقدسة، ونرى كل ما يحيطون به الحيوان الأضحية من تقديس وتبجيل، ثم ما يلبثون أن يعبثوا بجثته يوم العيد أو اليوم الموعود، نتساءل عن هذه العلاقة الملتبسة والتي تجعل الباحث يتساءل عن أصل هذه الممارسات. إذا طرحنا مناسبة عيد الأضحى الطارئة على المجتمع والحضارة المغربيين، ونظرنا إلى ممارسات أخرى، قد ترتبط أيضا بمناسبات دينية دون أن تكون مقبولة من طرف الأورثدوكسيات الإسلامية، فإننا سوف نلاحظ بعض أوجه التشابه مع الأضحية الإسلامية من جهة وبعض الممارسات المقدسة السابقة على الإسلام من جهة أخرى. ولنتوقف قليلا عند مناسبات وطقوس ربطت نفسها بمواعيد دينية إسلامية أو شبه إسلامية (عاشوراء، عيد المولد، عيد الأضحى)… فالارتباط الجنوني مع الماء والنار بمناسبة عاشوراء، أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى يسائل الملاحظ الاجتماعي والمفكر على السواء. كيف يعقل أن تتحول ساحات المدن العصرية، ذات الطابع الأوربي، إلى حلبات للصراع بين الشباب والسلطة حول شرعية التعامل مع النار بالليل ومع الماء في الصباح. هل يتعلق الأمر فقط بلعب الأطفال وتهور الشباب؟ أم أن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك، بحيث تجد هذه الطقوس حضورا لها في اللاوعي الجمعي المغربي ولربما الإنساني؟
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 135 من مجلتكم «زمان»