كانت الخوصصة منعطفا بارزا في السياسة الاقتصادية للسنوات الأخيرة من عهد الحسن الثاني .وفرت موارد هامة ساهمت في تفادي أزمات الثمانينيات خاصة في لحظة انتقال المُلك. فهل كانت الخيار الأفضل؟
حين أطل آخر مرة على المغاربة قبل رحيله بأيام قليلة، زف الحسن الثاني للمغاربة بشائر الخيرات الوفيرة التي ستهب على البلاد بفضل خوصصة الاتصالات. في خطابه الأخير بمناسبة عيد الشباب يوم 9 يوليوز 1999 رسم الملك الراحل صورة وردية لمغرب «يهتز طربا وعملا وبناء وتشيدا وافتخارا وآمالا، وسوف ترى كذلك -شعبي العزيز- العاطلين مشتغلين، وسوف ترى في كل ناحية من نواحي المغرب القاصية منه والدانية الأعمال والأوراش والمال مثل الماء يجري من هنا إلى هناك». كان الحسن الثاني يتحدث عن تحرير قطاع الاتصالات من خلال الرخصة الثانية لاستغلال الهاتف المحمول، في صفقة تاريخية جنت فيها الدولة ما يفوق 11 مليار درهم. «وسوف نرى إن شاء الله -شعبي العزيز- في أقرب وقت ممكن الدنيا بألوان أخرى، وسوف تتسع الآفاق أمامنا اتساعا يليق بماضينا ويطابق مطامحنا، وسوف نطمئن على فلذات أكبادنا وعلى الأجيال الصاعدة»، كما أضاف في نفس الخطاب.
تتمة المقال في العدد 17 من مجلة «زمان»
إسماعيل بلاوعلي