شدت نساء الريف انتباه باحثي الأنثروبولوجيا الغربية مع بداية القرن العشرين، مثلما شدت من قبلهم مجموعة مهمة من المستكشفين الفرنسيين والإسبان.
لم يكن بحث الأنثروبولوجيين سهلا في منطقة الريف، ربما للطبيعة الجغرافية الصعبة التي ساهمت في حالة الانكفاء على الذات، مثلما حفزت الطبيعة القوية للأعراف القبلية الباحثين على الاهتمام بالمنطقة. ولأن هذه الأعراف رسمت صورة قاتمة عن المرأة الريفية بحرمانها من مجموعة من الحقوق الشرعية في الإرث وحرية التصرف والتجول، فإن أنظار الدارسين الغربيين أولت الموضوع أهمية بالغة، ليس فقط لفهم الطبيعة الاجتماعية للقبائل، ولكن ربما للإيحاء بأن سر تخلفها نابع من سوء معاملة المرأة ومن القوانين العرفية “المتخلفة”.
“وراء باب الفناء”
كانت الأنثروبولوجيا الأنكلوسكسونية رائدة في كشف مختلف معالم الحياة القروية بقبائل الريف عند بداية القرن العشرين، سواء من خلال أعمال الباحث الأمريكي كارلتون كون صاحب كتاب “قبائل الريف”، أو من خلال عمل تلميذه دافيد مونتكمري هارت. هذا المجهود العلمي شهد خلال خمسينات القرن الماضي مساهمة زوجة دافيد هارت، أورسولا كينغسمايل، بإصدار دراسة قيمة حول نساء الريف تحت عنوان «وراء باب الفناء: الحياة اليومية للنساء الريفيات»، سلطت الضوء من خلاله على الحياة الخاصة على حياة مجموعة من الريفيات، وهو مجال لم يكن في متناول زوجها بحكم القوانين الصارمة للفصل بين الأجناس في الريف.
فاطمة بوشمال
تتمة المقال تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»