قست الطبيعة على الريفيين وكانت شحيحة معهم، جعلتهم يبحثون عن موارد أخرى لفك العزلة وضمان البقاء.
لا يتوفر المؤرخون والباحثون المغاربة على معطيات دقيقة بخصوص الاقتصاد في الريف قبل الفترة الكولونيالية، إذ أن معظم الكتابات التي تناولت هذه الحقبة الزمنية هي تلك التي خطها مكتشفون أجانب، «يتحدث المستشرقون الأجانب عن منطقة فقيرة تعيش من أنشطة القرصنة، والتهريب مع الأوربيين وخصوصا الإسبان. يجب التذكير أيضا أن المغرب، خلال القرن التاسع عشر، قد عرف أزمة اقتصادية حادة مهدت للوجود الكولونيالي وامتدت إلى شمال المغرب من خلال حرب تطوان (1859-1860)»، يذكر خالد منى أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس.
فلاحون فقراء وقراصنة
يتحدث جيرمان عياش، في كتابه “أصول حرب الريف”، عن جانب من النشاط الاقتصادي للمجتمع الريفي القديم الذي كان يعيش فقرا مدقعا. «من الثابت أن المجتمع الريفي كان مجتمعا بدائيا جدا يتكون من مزارعين مرتبطين بالأرض، منهم الفلاحون المتعاطون لزراعة الحبوب والخضراوات، وغارسو الأشجار المثمرة، ومربو الماشية، والمهرة في أعمال السقي»، كما يصف عياش وسائل العمل المختلفة التي كانت بدائية للغاية، «أساسها المحراث الخشبي العتيق والرحى اليدوية والطاحونة المائية والخزانة الخشنة والمغزل والدواب، أما الطرق فمنعدمة وكذا الأمر بالنسبة للعربات، وبما أن الدواب قليلة فإن النقل على ظهر الإنسان هو الشائع».
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»