مثل قطاع الطب والصحة والوقاية إحدى الأسلحة التي استعملتها الكولونيالية لتمهيد الطريق لمشروع الهيمنة الاستعماري والتدخل في شؤون الدول، وكما هو الحال بالنسبة لتجارب عالمية أخرى عمدت القوى الأوربية إلى توظيف الأطباء والمؤسسات الصحية لتنفيذ أجنداتها في المغرب. “زمان” تعيد تفكيك استراتيجية التغلغل الأوربي السلمي في المغرب عبر نافذة الطب.
اعتمد الأوربيون كما هو معلوم قبيل استعمار المغرب سياسة التسرب السلمي الناعم لإنشاء الظروف المناسبة لدخول سهل إلى المغرب. إذ أوصى عدد من منظري الكولونيالية الفرنسية بتوظيف سلاح العلم والمعرفة خدمة للأجندة الاستعمارية. وهكذا تم تجنيد ديبلوماسيين وكتاب ورحالة وجامعيين لأداء هذه المهمة بغرض تحضير بحوث ودراسات والحصول على معلومات استخباراتية تمكن من فهم طبيعة المجتمع المغربي، وتعين المسؤولين السياسيين والعسكريين على تحضير الخطط المناسبة لإخضاع المخزن. وكان المجالان الطبي والصحي أحد أبرز أوجه هذا التغلغل السلمي الأوربي.
خيار براغماتي
حظيت الدول الأوربية، التي وقع معها المغرب عددا من الاتفاقيات، بعدد من الامتيازات التجارية والدبلوماسية، وعنت هذه الامتيازات في بادئ الأمر السماح بحرية التبادل التجاري مع المغرب وعدم حصول أي تمييز بين مواطني مختلف هذه الدول في هذا المجال. غير أن الأمر تطور شيئا فشيئا، لتتضاعف هذه الامتيازات ويحصل الأوربيون مثلا على حقوق أخرى مثل: تجهيز الموانئ، إنشاء السكك الحديدية، استخراج المعادن، شراء الأراضي الزراعية والحق في الملكية. وجاء ذلك نتيجة للضغوط الأمنية والاقتصادية التي فرضتها هاته الدول.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 61 من مجلتكم «زمان»