عرفت المجتمعات العربية والإسلامية، شأنها في ذلك شأن الشعوب الأخرى، ظاهرة الغلمان، وتعايش معها الحكام ورجال الدين. ”زمان “تغوص في عالم ظل وما يزال مسكوتا عنه.
يشوب كلمة “غلام“ في اللغة العربية نوع من الالتباس، إذ تفيد معنى الصبا والشباب، كما تفيد في الآن نفسه، معنى الاشتهاء الشديد. كأنه التباس مبيت بنية التشويش، أو ربما مجرد صدفة، تعكس رغبة في حجب ممارسة مشينة وراء لعبة المعاني المتناظرة هاته. فالغلام قد يفيد الصبي، وقديفيد العبد، وليس بالضرورة أن يحيل على معنى الاستغلال الجنسي للصبية سواء كانوا أحرارا أم عبيدا. لكن الجذر اللغوي “غلم“ الذي تشتق منه الكلمة يفيد مع ذلك معنى «اشتداد الشيء وبخاصة اشتداد الشهوة»، و“الاغتلام” يعني “مجاوزة الإنسان حد ما أمر به من خير أو شر“ كما تنقل الباحثة التونسية وفاء الدريسي، عن لسان ابن منظور، ضمن مقدمة مؤلفها حول «الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية، مقاربة جندرية». فضلا عن إحالتها على قاموس الزبيد “تاج العروس من جواهر القاموس“، إذ يشرح “غلم الرجل، إذا هاج من الشهوة“. لتخلص الباحثة، في هذا المدخل من رحلتها في عوالم الجواري والغلمان، إلى تسجيل هذا الرابط بين المعنيين المتجلي في «جمع الغلام بين الشدة اللازمة للخدمة، وبين القابلية للممارسة الجنسية وهما الخصلتان اللتان يطلب من أجلهما الغلام». كما تخلص إلى صعوبة العثور على آثار في التاريخ الإسلامي، عموما، ترفع الحجاب عن عوالم الغلمان هاته. باستثناء التراث الأدبي للعصر العباسي، خصوصا، يبقى هذا الموضوع ضمن طابوهات الأقدمين، خاصة وأن الدين يحرم بصرامة تامة الممارسات الجنسية المثلية، فأحرى تلك التي يستغل فيها الصبية.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»