ارتبط المغرب، منذ القديم، بالزراعة، ووصفه البعض بـ”خزان روما للحبوب”. فيما يلي محطات عرفتها الزراعة من العصر القديم إلى الآن مرورا بالحماية.
إذا كان المغرب قد عرف حضارات قديمة، فإن ذلك ليس لمواقعه الأسطورية مثل كهوف هرقل أو حديقة هيسبيريس فقط، بل أيضا لأن أراضيه كانت، بالفعل، من أكثر الأراضي خصوبة في المنطقة.
كان الفينيقيون ثم القرطاجيون، بالتأكيد، أول “الغرباء” الذين وقفوا على حقيقة الأمر. منذ القرن العاشر قبل الميلاد، أقام الفينيقيون بعض المراكز التجارية على سواحل البحر المتوسط والأطلسي. وكانوا يقايضون سلعهم بمنتجات محلية مثل العاج، النبيذ ومختلف جلود الحيوانات. بعد بضعة قرون، حكى المستكشف القرطاجي حانون بعد رحلته، التي قام بها على واجهة ساحل المحيط الأطلسي في المغرب، أن هذه الأراضي تزخر بالحبوب وكروم العنب وأشجار الزيتون والخضروات والعسل. تحت الوجود الروماني، عُرفت موريطانيا الطنجية، بأحد أنواع الصدفات التي كانت تستعمل لإنتاج اللون الأرجواني. أصبح هذا اللون الأكثر شعبية في العصور القديمة، إذ كان لون أزياء الأباطرة والشخصيات الأكثر نفوذا وقتئذ. في وقت لاحق، تميز المغرب وحتى الفترة المعاصرة، بإنتاج الزيتون ومعاصر الزيت، كما هو موجود في أغلب مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط المعروف بمناخه المعتدل والمناسب لزراعة الزيتون. وفي سهول المحيط الأطلسي، ازدهرت الحبوب، خاصة القمح.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»