من الطرق التي اعتمدها الجيش المغربي في بعض محطات من تاريخه، “الكر والفر”، وحرب الإبادة”، كما يذكرها المؤرخون.
أورد الكاتب الفرنسي فردناند هوفر “Ferdinand Hoefer” في كتابه “إمبراطورية المغرب” تفاصيل دقيقة حول طريقة “الكر والفر” لدى الفرسان المغاربة، لا سيما في القرن التاسع عشر. فهو يرى أن تكتيك المغاربة هو تقريبا نفسه في كل المعارك، إذ يرتكز على اقترابهم من العدو بحوالي 500 خطوة، ثم ينتشرون بحركة مفاجئة ويسعون إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من الجبهة. ثم بعد ذلك، ينطلقون بكل ما لديهم من قوة حاملين بنادقهم على صدورهم، وفي منتصف المسافة يوقفون الخيل بحركة قوية بواسطة اللجام فيطلقون النار ببنادقهم…
وأما مع تحسين وتطور الأسلحة كان المغاربة يعتمدون نموذج وخطة “حرب الإبادة”. ويقصد به، حسب الكاتب هوفر، هو القيام بهجوم شديد التركيز على العدو وتكبيده أكبر قدر من الخسائر، وقد تتم إما بعملية التطويق أو بعملية الحصار. ففي التطويق يقوم طرف بمحاصرة طرف آخر بكامل قواته ومعداته وأسلحته. وبخلاف الحصار، فإن “معركة الإبادة” تتم على أرض واسعة مفتوحة، علاوة على انها تتم بصورة مفاجئة، بحيث لا تجد القوات التي تم تطويقها فرصة للاحتماء خلف مواقع محصنة.