اعتاد المغاربة منذ عقود عتيقة شراء العقارات والأراضي خارج أرض المغرب، وبالخصوص في بلاد المشرق.
كان المغاربة يعبرون عن تعلقهم بالمشرق عبر اقتناء العقار خارج بلادهم، وبخاصة في البقاع المقدسة: مكة والمدينة والقدس. تشير المصادر التاريخية أنه منذ العهد المريني وجد أثر لتملك المغاربة لعدد من أنواع العقار، وقد أخرج أبو الحسن من خزائنه أموالا عينها لشراء الضياع بالمشرق لتكون وقفا على القراء في المصاحف الثلاثة التي أهداها لمكة والمدينة وبيت المقدس.. بالإضافة لما أوردته المصادر عن أملاك الاميرة خناثة بنت بكار زوجة المولى إسماعيل، بالديار المقدسة.
يذكر المؤرخ عبد الهادي التازي، أنه “من الطريف أن نجد الملوك المغاربة يقومون بمساعي لدى ملوك المشرق من أجل إعفاء العقارات المغربية من التكاليف التي تفرض عادة على عقارات الاخرين”.. وقد شكل اقتناء المغاربة لعدد من العقارات مشاكل في تلك البلدان.
يقول التازي أنه لم يكن أحد يعرف عن الأهداف البعيدة للتسابق المغربي لامتلاك الأرض في بعض تلك البقاع، التي أصبحت مهددة من طرف المناوئين والخصوم الأجانب، الذين رأيناهم يتهافتون على اقتناء حصص فيها تمهيدا للانقضاض عليها واغتصابها من ذويها.