الجزائر والمغرب، ليس فقط جارين من ناحية الموقع الجغرافي، ولكنهما متقاربان جدا في كثير من أمور الحياة الاجتماعية والثقافية والتقاليد والقيم حتى إن الملاحظ الخارجي يكاد يجزم أنهما الشعب نفسه.
لنبدأ بالقصص القصيرة والفكاهية، فهي من أبلغ التعابير عن عمق وحدة الشعبين. فالإنسان يمكن أن يتصنع الكثير من الأشياء إلا الضحك أو الانشراح .فالنكت التي لا تضحك الناس في بلد ما، لا يمكنها أن تنتشر. لذا فإن الحكايات الفكاهية لما تجدها متشابهة في فضاءات جغرافية مختلفة، فهي دليل على تقارب نفسي بل وروح الأقوام التي تعيش في كنف تلك المجتمعات البشرية. وهكذا، فالحكم ورؤية العالم وفلسفة الحياة التي نجدها في النكت الجزائرية مثلا، كثيرا ما نجد لها مقابلا قريبا من حيث المحتوى القيمي في النكت المغربية .ولنبدأ ببعض النكت الجزائرية والمغربية عن الحياة الزوجية. الفكرة الأساسية لهاته النكتة أن هناك علاقة معكوسة بين قوة الارتباط والمحبة بين العاشقين، وبين درجة المأسسة الاجتماعية والقانونية لعلاقتهما. فكلما ازدادت هاته الأخيرة وثوقا، كلما تلاشت الوشائج العاطفية بينهما. هناك نكتة مغربية تفيد تقريبا المعنی نفسه، وسنحاول ترجمتها للفصحى حتى يسهل فهمها: «يحكى أن صديقين كان أحدهما متدينا جدا واسمه عبد لله، أما الآخر فعربيد اسمه بولهاب وهو لا يحترم من القيم والفروض الدينية الشيء الكثير.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 137 من مجلتكم «زمان»