يعرف إقليم أزيلال إقامة عدد من المواسم طيلة فصول السنة، بعضها ضارب في القدم، ويتخلل بعضها ممارسات وثنية، لم ينجح الفقهاء في محوها.
«الموسم احتفال على شرف ضريح ولي الدوار أو القبيلة»، كما كتب إدمون دوتي، ويمكن توسيع التعريف واعتبار الموسم، كما يعرف في البوادي، احتفالا سنويا لجماعات قروية، في الغالب، بمناسبة فلاحية أو دينية بحضور قبر ولي أو بدونه .وتعج مناطق المغرب بمواسم في مختلف أوقات السنة، ولا يشذ إقليم أزيلال عن القاعدة، إذ يشهد سنويا إقامة عدد كبير من المواسم خلال فصول الربيع والصيف والخريف.
ملك لأهل القرى
بالرغم من الحضور القوي للمواسم في حياة إقليم أزيلال، فإن إقبال الباحثين عليه يبقى ضعيفا ولا نكاد نجد شيئا مكتوبا عنه، فجل المادة حول مواسم الإقليم ما تزال مجهولة بما في ذلك لائحة المواسم التي لم تضبط بالرغم من كونها الجزء الأبسط في العملية .وكل ما يجده الباحث أمامه هو ما تبقى من بحوث بسيطة أنجزتها مندوبية وزارة الثقافة ببني ملال، خلال تسعينات القرن الماضي، حول المواسم التي تعقد. لكن، وللأسف، ضاع معظمها ولم نجد منها إلا بحثا حول «موسم سيدي عبد لله بأفورار»، واستمارة حول «موسم سيدي إبراهيم الطيبي» بتاكزيرت .ويوفر كتاب «قبيلة أيت عتاب» لعيسى العربي بعض المعطيات حول مواسم هذه القبيلة. كما وضعت مندوبية السياحة نشرة بأهم مواسم الجهة. وقد عملنا على ملء الفراغ باللجوء إلى الرواية الشفوية والمقابلات والبحث الميداني، بحيث تم إنجاز، مع طلبة الإجازة منذ ،2009 حوالي ثلاثين بحثا ميدانيا نجحت في جمع الكثير من المعطيات مما ساعد على رسم صورة تقريبية للظاهرة وتقريبها من المهتمين. وتنقسم المواسم في إقليم أزيلال إلى أربعة أصناف .أولا، مواسم الربيع التي تعقد في شهري مارس وأبريل، وهي سيدي عيسى بأيت عتاب، وسيدي عبد الرحيم بأيت كيرت بمجال أيت بوزيد.
محمد حقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»