فقد الوسط الأدبي المغربي والعربي الأديب إدريس الخوري الذي وافته المنية بمدينة الرباط، حيث عاش أغلب سنوات حياته بعد الدار البيضاء، مسقط رأسه (1939) ومربع فتوته.
في الدار البيضاء وبداية في حي “درب غلف“ الشعبي، حيث كبر وتربى في ظروف عيش ضنك، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمعهد الرشاد العلمي بحي “الإرميتاج“ على نفقة محسنين، ثم انقطع مبكرا عن الدراسة وانصرف إلى تكوين عصامي قاده إلى مراسلة بعض الصحف في بداية الستينات، منها خصوصا مجلة “الأطلس“ وجريدة “العلم“ الوطنية يرسل إليها مقالات عامة عبارة عن مراسلات وخواطر عامة .وقد أفسح له الصحافي والأديب عبد الجبار السحيمي ،(2012) مدير تحرير العلم، الصفحة الأخيرة حيث بدأ ينشر مقالة أسبوعية في عمود بعنوان “مذكرات تحت الشمس“. منذئذ، اتخذ له اسما أدبيا هو (الخوري) بدل (الكَصّ) في السجل المدني، وبه نشر وعُرف إلى أن صار له لقب ينوب عنه في كل مكان «ابّا ادريس» يناديه به الصغار ومن هم أكبر سنا لطفاً وتحبّباً، ذلك أنه إلى جانب سيرته الأدبية القصصية كوّن له شخصية اجتماعية مرحة وفكهة فسحت له في المجالس حضورا ولسانا وطريقة عيش.
البدايات الأولى
منذ مطلع السبعينات، انتقل الخوري إلى الرباط يعمل بجريدة “العلم“ لسان حزب الاستقلال مُصحّحاً في عهد مديرها عبد الكريم غلاب الروائي والمدير الحزبي الصارم .وفي هذه المرحلة، كان قد شرع يؤسس مشروعه القصصي وينميه فأثمر مجموعته الأولى: “حزن في الرأس وفي القلب” (1973)، وضع لها الناقد المغربي إبراهيم الخطيب مقدمة بوأتها مكانة مميزة في سياق مرحلة سياسية وثقافية حرجة لمغرب السبعينات، كان أدب المغرب فيها ذا نزعة احتجاجية ملتزمة واستمر. هو إذن، بدأ الكتابة في كنف الصحافة، وظل يترعرع أدبيا في مناخها وأطيافها الحزبية، هكذا بسبب موقف شجاع مناهض لإعادة انتخاب غلاب رئيسا لاتحاد كتاب المغرب ،(1976) انتقل للعمل في جريدة “المحرر“ بالدار البيضاء لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، وبقي يعمل في مكتبها بالرباط إلى أن تقاعد.
أحمد المديني
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»