تولى جورج هاردي، ما بين 1919و1925، منصب المدير العام للتعليم العمومي في المغرب، وانتهت مهمته فيه بانتهاء مهمة صديقه ليوطي… ويمكن الزعم بأن هاردي هو واضع أسس المنظومة التعليمية الفرنسية في المملكة…
مثّلَ جورج هاردي (1972-1884) إحدى الشخصيات الرئيسة، إن لم تكن الشخصية الأولى، في بلورة السياسة التعليمية الاستعمارية الفرنسية .فقد كرّس حياته المهنية للتنظير وتنفيذ نظام تعليمي يتلاءم مع “الأهالي“ في المستعمرات، مع التأكيد على ضرورة نهج بيداغوجيا خاصة بكل مستعمرة على حدة. أثّرَت كتاباته الغزيرة التي فاقت الثلاثين، لا سيما تلك التي خصصها للمستعمرات الفرنسية في غرب إفريقيا، بشدة على السياسات التعليمية في ذلك الوقت. حصل هاردي على شهادة التبريز في التاريخ، وشغل عدة مهام ومسؤوليات تعليمية في فرنسا، وكذلك في مستعمراتها في شمال إفريقيا وغربها، حيث تولى منصب المدير العام للتعليم العمومي في المغرب ما بين سنتي 1919 و1925، وانتهت مهمته فيه بانتهاء مهمة صديقه المقيم العام الجنرال ليوطي الذي جلبه إلى المغرب لمساعدته في تأسيس منظومة الحماية. وقد كان بين سياسة الرجلين، كل في مجاله، توافق تام، خاصة ما يتعلق بالحرص على احترام عوائد “الأهالي“ .ويُمكن الزعم بأنّ هاردي هو واضع أسس المنظومة التعليمية الفرنسية في المغرب، التي ظلت قائمة إلى نهاية المرحلة الاستعمارية.
بصفته موظفا حكوميا كبيرا ومنظرا إيديولوجيا، قام جورج هاردي بدور محوري في نشر الأفكار والتصورات الاستعمارية الفرنسية. وما زال إنتاجه الفكري يخضع للبحث والتحليل في الجامعات والمعاهد المهتمة بالسياسات الفرنسية في المستعمرات وعواقبها كلما أثيرت أسئلة عن الإرث الاستعماري الفرنسي في إفريقيا الغربية تحديدا.
عبد اللطيف القرشي
تتمة المقال تجدونها في العدد 136 من مجلتكم «زمان»