رصد تقرير حديث للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ما يتعلق بعدد الشكايات التي يضعها الأفراد والجمعيات ضد ما يعرض في المشهد الإعلامي، هذا بالإضافة إلى تتبعه لوضعية النساء والرجال في هذا القطاع.
أضحى المجتمع المغربي الإعلامي، في السنوات الأخيرة، يعيش تقلبات سريعة، نظرا للتطور السريع للوسائل التقنية وكذلك لتسارع الأحداث وتداخلها، مما يجعل المجال الإعلامي يواكب بدوره تلك التطورات ويفرض مواجهة التحديات. ولكي لا يحيد أصحاب القطاع والفاعلون في الصناعة الإعلامية بالمغرب عن خارطة اشتغالهم في خضم تلك التطورات والتحديات، فإن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا“ تصدر كل سنة تقريرا سنويا ترصد فيه مكامن القوة والضعف في المجال. في الشهر المنصرم، أصدرت “الهاكا“ تقريرها حول سنة ،2023 والذي استغرق منها سنة 2024 إلى غاية بداية هذا العام لإصداره .وجاءت ملاحظاتها حول «التحديات المعقدة التي يتعين على القطاع السمعي البصري مواجهتها»، مؤكدة على استمرار الهشاشة الاقتصادية التي طبعت المشهد السمعي البصري والذي يواجه «الآثار المتقاطعة والمتلازمة للتحولات التكنولوجية والاقتصادية العميقة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال».
إذ تضطلع الهيأة بدور مراقبة وتتبع ما يعرض في القطاع الإعلامي العمومي والخاص، وتتلقى في هذا الإطار، شكايات واعتراضات من جميع الأطياف، من أفراد أو مؤسسات أو جمعيات أو أحزاب. ويفيد تقريرها أنها تلقت شكايات حول قضايا متنوعة، منها “الكرامة الإنسانية والخطاب التمييزي“ في الإعلام المغربي، وكذلك “نزاهة وتوازن الخبر والبرامج“، “تعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي“ و“حرية الإبداع“، وقد تصدّر الأفراد قائمة الجهات المشتكية بما مجموعه 38 شكاية، متبوعين بالجمعيات في المرتبة الثانية، بسبع شكايات، ثم الأحزاب السياسية وشكايات الإدارات العمومية ومختلف الأشخاص المعنويين والنقابات .أما بخصوص تفعيل مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء، فتشير الهيأة إلى أن مداخلات الشخصيات العمومية النسائية في البرامج الإخبارية، سجلت ارتفاعا مقارنة مع سنة 2022 من الحجم الزمني الإجمالي لمداخلات الشخصيات العمومية المحتسب سنة .2023 وفي ما يتعلق بتوزيع الموارد البشرية بين النساء والرجال، فيشير التقرير أن حضور الصحافيين والصحافيات في المجال السمعي والبصري سجل ارتفاعا بنسبة 3.7 بالمائة في سنة 2023. لكن التقرير نبه إلى أن القطاع في السنوات الأخيرة يعرف منحى تنازلي منذ سنة ،2020 «حيث تراجع هذا العدد خلال الأربع سنوات الأخيرة بما مجموعه 81 صحفيا» .وسجل التقرير حول توزيع الرجال والنساء بأنه أكثر توازنا في فئة الصحفيين، حيث يشكل الرجال 52% والنساء .48% من جهة أخرى، في ما يتعلق بظاهرة تؤرق المجتمع المغربي، وهي “شغب الملاعب“، فقد سلط مراقبو الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري الضوء على بعض المحتويات والممارسات الإعلامية التي تساهم «في تكريس خطاب العنف داخل الملاعب»، وبالموازاة، «بعض الممارسات الإعلامية الفضلى في مجال محاربة وتجنب هذا النوع من الخطابات».