يوصف حزب الاستقلال، منذ انشقاق 1959، باليميني المحافظ، متميزا بذلك عن يسار الحركة الوطنية. هل هو كذلك فعلا؟ وأين تتجلى خصوصياته اليمينية؟
بات حزب الاستقلال محسوبا على اليمين منذ أن انفصلت عنه المكونات اليسارية سنة 1959. أوقعت أزمة الانشقاق الطرفين في مواجهة شديدة أمكن معها استجلاء العناصر الدالة على يمينية هؤلاء ويسارية أولئك، في ميدان الرؤى الاقتصادية، بالذات. وإن كانت التوجهات اليمينية في ذلك السياق أكثر وضوحا في صحافة التيار الذي مثله أحمد رضا اكديرة، ملتفا حول ولي العهد الأمير مولاي الحسن، حين رفع شعار الليبرالية الاقتصادية في مواجهة “الشيوعية”.
لم يمض وقت طويل ليجد فرقاء الحركة الوطنية أنفسهم في خندق واحد، مدعوين للدفاع عن نفس الأهداف، دون أن يلغي ذلك التمايزات الأكيدة في التوجهات المعلنة، حول قضايا المجتمع والاقتصاد. مع تطور الأحداث، أضحى التقاطب حول هذه التمايزات البديهية في المجتمع، أمرا ثانويا لحساب تقاطب جديد بين الكتلة “الوطنية” أو “الديمقراطية”، والأحزاب التي تؤسسها الإدارة. فقد فرض تدارك التأخر في إقامة وتسييد معايير الديمقراطية التمثيلية والحريات العامة هذا التقابل بين الفريقين، وكثيرا ما كان يقع مباشرة بين الكتلة والقصر. لم تمنع هذه الوضعية الخصوصية بروز عناصر في مبادرات حزب الاستقلال، وبرامجه المعلنة، تؤكد تميزه عن اليسار بنزوع نحو المحافظة على معايير معينة في رؤيته للمجتمع. معايير تنتخب، أساسا، من مرجعية دينية ظل الحزب محافظا عليها، في أدبياته، وبعض مواقفه.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 40 من مجلتكم «زمان»