انتبهت سلطات الحماية إلى دور المرأة كعامل مساعد على إعادة تشكيل بنيات المجتمع المغربي، غير أنها اصطدمت في فتح باب التعليم أمام الفتيات بمرجعيات تقليدية لم تعبد لها الطريق.
يدخل اهتمام سلطات الحماية بالمرأة المغربية في إطار سياستها الهادفة إلى غزو المجتمع المغربي وإعادة تشكيل بنياته، بعيدا عن كل ما من شأنه النهوض بمستواها الثقافي والاجتماعي، ذلك أن حضور المرأة في خطاب الاحتلال كان نابعا من الفلسفة الاستعمارية وأبعادها العميقة القاضية باختراق الإنسان المغربي والمس بقيمه ومعتقداته .يقول دلاسوس: «إن الوسط المحلي ينقسم إلى قسمين، وإذا انصب اهتمامنا الحضاري على قسم دون آخر سيصعب إيجاد اتفاق بين عالمين أحدهما يفكر وآخر لا يفكر». وتتأكد مرجعية الاستعمار ومنطلقاته من خلال ما كتبه برونو (Brunot): «علينا أن نعلم جليا أن هدفنا ليس هو تقدم المواطن المغربي، أو عتق العبيد أو تحرير المرأة». لقد كان هدف الفرنسيين الوصول إلى مبتغاهم عن طريق تسخير المرأة، فهي أداة تأثير على الأسرة رجالا وفتيانا .واستدل الفرنسيون على دورها الهام «بأنهم عجزوا عن الوصول إلى كثير من أبناء العائلات، بسبب وقوف المرأة في وجوههم، وامتناعها من السماح للأبناء بالدخول للمدرسة الفرنسية». ويزكي بول مارتي (Paul Marty) الاتجاه نفسه في كتابه “مغرب الغد“ فيقول: «إن تعليم المرأة سيعين لا محالة على تليين مواقف العائلات اتجاه التعليم ،(…) والحيلولة دون توجه الشباب للبحث عن زوجة متعلمة في مصر والمشرق كما حدث بتونس».
محمد اليزيدي
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»