أطلق المرينيون عيونهم، في البداية، لإسقاط الدولة الموحدية. وحين آلت إليهم أمور الحكم، استأجروا جواسيس، بعضهم يهود، في توجههم نحو الشرق والأندلس.
يجد المتصفح للمصادر الإخبارية، التي كتبت في مغرب العصر الوسيط، صعوبة في العثور على معلومات مفصلة تخص عمليات التجسس التي كانت تقوم بها الدول الوسيطية، باعتبار أن جمع الأخبار والمعلومات بواسطة العيون والجواسيس شكل عنصرا هاما من عناصر قوة الدولة، وبالتالي لم يكن بإمكان الإخباريين الكشف عما يمكن تسميته بـ”أسرار الدولة”. وبالرغم من صعوبة الحديث عن “جهاز للمخابرات” خلال العصر الوسيط، إلا أن استقراء إشارات بعض النصوص يسعف في اكتشاف بعض خبايا عمليات التجسس خلال تلك المرحلة.
بدأت العمليات التجسسية للمرينيين، في المجال المغربي، منذ دخولهم في صراع مع الدولة الموحدية الحاكمة، والغاية من تلك العمليات إخضاع ذلك المجال لسيطرتهم خدمة لأهدافهم الاقتصادية المتمثلة في إيجاد مسارح لمواشيهم ما دام أن اقتصادهم كان يقوم على الرعي من جهة، ومن جهة أخرى السعي إلى القضاء على الحكم الموحدي القائم. وبعدما حققوا غايتهم هذه، وأقاموا دولتهم، تحول التجسس إلى معارضيهم وإلى الدول المجاورة شمالا في الأندلس (الممالك المسيحية) وشرقا في بلاد المغرب (بنو عبد الواد والحفصيون).
صلاح الدين الهجهوجي
تتمة المقال تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»