عندما تم الإعلان عن أول حالة مصابة بالكوليرا في مدينة الناظور، يوم فاتح يوليوز 1971، توجهت الأنظار إلى ثغر مليلية المحتل، ومعها أصابع الاتهام إلى مسؤوليها الإسبان “بكونهم عمدوا إلى تسريب الوباء عبر الحدود”، وفقلا ما تناقلته الروايات الشعبية.
لحسن الحظ أن اللقاح ضد الكوليرا كان متوفرا بخلاف القرون الماضية، وتمكنت السلطات من السيطرة على الوضع، من خلال فرض إجراءات صحية صارمة بمجرد إعلان “استيقاظ” الوباء في الناظور. إذ في اليوم نفسه، أعلن وزير الاتصال عن الحدث، فيما بسط وزير الداخلية تفاصيل الإجراءات التي وجب اتخاذها. وفي غضون ذلك، أطلقت السلطات حملة تلقيح مستعجلة وواسعة وسط السكان، وفرضت مراقبة صارمة على مداخل ومخارج المدينة. وفي إطار ذلك، لم يكن يُسْمح بالخروج إلا لمن يتوفر على شهادة تلقيحه.
أثبتت التدابير الصحية والإدارية نجاعتها، وتكللت عملية محاصرة الكوليرا بالنجاح، إذ لم تسجل إلا 56 حالة، وفق الحكومة.
منذئذ، لم يعرف المغرب أية حالات، باستثناء عودة ظهور الكوليرا، لكن دون خطر، في ثمانينات القرن الماضي.
أي نتيجة
View All Result