لم تتوقع سلطات الحماية الفرنسية، بعدما تمكنت من العاصمة فاس، أن تواجه مقاومة عنيفة داخل مناطق استصغرت قوتها، على اعتبار أنها تعيش على الهامش، كما خُيِّل لها أو كما جمعت من معلومات نقلا عن مستكشفيها الأوائل.
تخيلت فرنسا أن طريقها، انطلاقا من فاس عاصمة السلطان الذي وقع على معاهدة الحماية عام 1912، سيكون مفروشا بالورود في اتجاه “المغرب غير النافع”، وأن “حملة التهدئة”، التي أطلقتها باريس، لن تلقى أية معارضة في صفوف مغاربة الهامش البعيدين عن العاصمة المخزنية.
غير أنها أدركت، فيما بعد بقليل، أن مغرب فاس يختلف كثيرا عن المغرب الآخر، حين واجهت مقاومة “قبائلية” شرسة أمام جيشها النظامي والمدَرَب على استعمال الأسلحة الحديثة المتوفرة حينئذ.
وقد جربت ذلك على الميدان، خلال معركة خنيفرة، لما عانى جيشها النظامي أمام قبائل زَيان المحاربة، التي صمد فرسانها ورجالها في وجه المدفعية الفرنسية، ولم تستسلم إلا بعد أن نفذت ذخيرة البنادق يوم 13 يونيو 1914.
غير أن انتشاء هوبير ليوطي المقيم العام والجنرال مونجان العقل المدبر لغزو المغرب، بالانتصار الصغير في خنيفرة، لم يدم طويلا. فقد فوجئا، بعد خمسة أشهر، بهجوم فرسان موحا أوحمو الزياني زعيم القبائل، مخلفا مقتل حوالي 500 من المحسوبين على الجيش الفرنسي، ضمنهم 33 ضابطا. في تلك اللحظة بالذات، عبر ليوطي عن مخاوفه من أن “يفقد المغرب”. لكن خنيفرة سقطت للمرة الثانية يوم 2 يونيو 1920 بعد استسلام أوحمو الزياني.
أي نتيجة
View All Result