لم تخف كوبا، أبدا، دعمها اللامشروط لجبهة البوليساريو، وبالتالي كانت تضع نفسها في خانة “العدو” بالنسبة للمغرب.
لذلك كان يوم 21 أبريل 2017 استثنائيا في تاريخ البلدين. فقد ظلت هافانا، لعقود، صوت الجبهة لدى أصدقائها في أمريكا اللاتينية، وفي نوادي دول الأممية الاشتراكية. كما ظلت وفية في مد رجال محمد عبد العزيز بالسلاح والسكر الكوبي و”السيجار”. استمرت، أيضا، في استقبال أطفال تندوف للتعلم في مدارسها أو للسياحة في عطلة الصيف.
تعود أصول ذلك العداء إلى عام 1963، حين هب فيديل كاسترو لمساعدة الجيش الجزائري في حرب الرمال ضد القوات المسلحة الملكية. غير أن العلاقات اضطربت أكثر، ابتداء من عام 1965، حين هدد الملك الراحل الحسن الثاني بإلغاء صفقة شراء 150 ألف طن من السكر الكوني سنويا، في حال استمر كاسترو في دعم المعارض المغربي المهدي بن بركة، الذي كان منهمكا، حينها، في التحضير لعقد مؤتمر القارات الثلاث في الأرخبيل الكوبي خلال بحر السنة المقبلة.
غير أن بن بركة اختفى في ظروف غامضة، يوم 29 أكتوبر 1965، في العاصمة الفرنسية باريس. وخفتت مع اختفائه حدة العداء بين الملك والثائر.
في منتصف سبعينات القرن الماضي، مباشرة بعد استرجاع المغرب للساقية الحمراء ثم واد الذهب، عاد الجنود الكوبيون للجزائر لدعم البوليساريو وتدريب عناصرها على حمل السلاح. بمعنى أن تلك البلاد أعلنت الحرب، ضمنيا، ضد المغرب، رغم تباعد المسافة التي فرضتها “ظلمات” المحيط الأطلسي.
في تلك الأثناء، قررت الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع هافانا.
استمر عدم رفع علمي البلدين في العاصمتين، حتى عام 2017، عندما قررت المملكة، بشكل مفاجئ، مد اليد من جديد، في الوقت الذي كان الملك محمد السادس يقضي عطلته، رفقة العائلة، هناك.