انتقل الجنرال شارل دوغول الرئيس الفرنسي آنذاك، يوم 26 يونيو 1963، بنفسه إلى مطار أورلي لاستقبال الملك الحسن الثاني في أجواء جد حميمية رغم ما كان يطبع العلاقات بين الرباط وباريس من توترات، خلفتها المواقف الفرنسية المتضاربة من حرب الرمال التي اندلعت بين المغرب والجزائر في بداية العام نفسه.
فقد أبدت فرنسا، في الظاهر، موقفا حياديا، في الوقت الذي كانت تمد البلدين بالسلاح. كما أن الرئيس دوغول التزم الصمت أثناء الحرب. الوزير الفرنسي السابق والروائي ألان بِيْريفيت علق على مواقف بلاده المتناقضة من الحرب بالقول: “عندما كنا هناك في موقف قوة، استطعنا فرض الهدوء، ثم انقلبوا ضدنا. الآن، وبعدما لم نعد نصلح لنكون كبش فداء، تحولوا إلى مواجهة بعضهم البعض. كنا نساعد المغرب ونزوده بالأسلحة. وأيضا، ساعدنا الجزائريين، ووضعنا رهن إشارتهم مطار كولومب-بشار. ساعدناهم جميعا للاقتتال. وقد فعلنا ذلك، وكأننا محايدون…”.