لم يكن كثيرون يتوقعون أن يستمر حكم السلطان المولى إسماعيل، الذي تولاه شابا في بداية عام 1672، حوالي نصف قرن، خاصة بعد ظهور بؤر تمرد ورفض، قادها زعماء قبائل وبعض أعيان فاس، وأيضا بعض المتحدرين من الأسرة العلوية نفسها.
من بين هؤلاء، برز ابن حفيده أحمد بن محرز الذي لم يعترف بالسلطان الجديد في فاس غداة وفاة المولى رشيد. وأعلن ابن محرز، في الوقت ذاته، عن أحقيته في الجلوس على عرش الدولة العلوية الفتية. وفي تلك الأثناء، كون جيشا وقاده إلى احتلال مراكش، وجعل منها مركزا للحكم.
هكذا، وجد المولى إسماعيل، وسط أسرته، من ينازعه في الحكم، ويستقر في العاصمة القديمة للدول المغربية السابقة. كان التخلي عن مراكش يعني ضعف الحكم. ذلك ما أدركه السلطان الشاب، فخرج من فاس، يوم 27 أبريل 1672، على رأس جيش. وتمكن في بحر ثلاثة أيام، فقط، من دحر جماعة حفيده وبسط سلطته على مراكش، ما كان يعني فرض سلطته على البلاد ككل.
غير أن ابن محرز لم يفقد الأمل في الجلوس على العرش. واستمر، طيلة 15 سنة، في خلق وتحريض جيوب التمرد، قبل أن يجد حتفه، في عام 1687، أثناء محاصرة تارودانت من طرف جيش المخزن.
بقدر ما شكلت نهايته حدثا سعيدا في مشور قصر فاس، بقدر ما أوجعت المولى إسماعيل الذي لم يكن يرغب في نهاية مأساوية لحفيده المتمرد. مع ذلك، خصص له جنازة كبيرة تليق بـ”سليل أسرة شريفة”… منذئذ، انطلق السلطان لقص شوكة المتمردين، وفرض هيبته على مجموع البلاد.
أي نتيجة
View All Result