يسجل تاريخ كرة القدم أن المغرب كان أول بلد إفريقي وعربي يتأهل إلى المونديال، (نسخة المكسيك 1970)، بعد إجرائه سلسلة من المباريات الإقصائية. صحيح أن مصر شاركت في مونديال إيطاليا 1934، غير أنها حضرت كـ”ضيفة شرف” تمثل القارة السمراء، بدون أن تخوض أية مباراة إقصائية مع أحد منتخبات القارة التي “تعلمت” مبادئ الكرة مع مستعمِريها.
ثم توالت الدورات وغابت إفريقيا لأنها لم تكن سيدة أمرها، فيما انشغلت شعوبها بقضايا التحرر السياسي والاقتصادي، والرياضي أيضا.
كان عليها أن تنتظر حتى عشية نسخة مونديال المكسيك 1970، ليخصص لها الاتحاد الدولي لكرة القدم بطاقة واحدة، وعلى الفائز بها أن يجوب الأدغال الإفريقية في وقت كانت فيه الطائرات تجهل الكثير من العواصم.
في النهاية، حالف الحظ المنتخب المغربي، بقيادة المدرب اليوغوسلافي بلاغوي فيدينتش، في أن يكون الممثل الوحيد لـ”أُمِّنا إفريقيا” في العرس العالمي.
أوضعته قرعة الدور الأول في مجموعة صعبة تضم البيرو وبلغاريا وألمانيا الغربية التي تسبقها سمعتها وشهرة لاعبيها الكبار.
لم تكن القرعة أرحم، أيضا، حين جعلت رفاق إدريس باموس يواجهون، في مباراتهم الأولى يوم 3 يونيو 1970، “الماكينات الألمانية”. غير أن “دهشة” أسود الأطلس زالت بمجرد انطلاق المباراة، وأظهروا أن هذا المنتخب القادم من القارة، التي بدأت تبوح بالكثير من أسرارها، يمتلك أيضا سِرَّ متعة كرة القدم. بل إن محمد جرير الملقب بـ”حمان” فاجأ الليبيرو فرانز بنكباور ورفاقه بتسجيل هدف السبق في الدقيقة الـ21 من الشوط الأول. تجاوز وقع المفاجأة، بعد نهاية الشوط الأول، رقعة الملعب، وطال الجمهور والصحافيين وسكان الألمانيتين، الغربية والشرقية، الذين ربما تساءلوا إن كان هذا المنتخب قد قدم من كوكب آخر تُلعَب فيه الكرة أيضا.
غير أن فرحة أسود الأطلس لم تدم طويلا، إذ تمكن الألمان، عبر العميد أووي سيلير من تعديل النتيجة في الدقيقة الـ56، قبل أن يسجل هدافهم الكبير جيرد ميلر هدفا قاتلا قبل 10 دقائق عن نهاية المباراة، وليعود المغاربة إلى أرض الواقع. على كل حال، يمكن اعتبار الهزيمة أمام منتخب، له من التجارب الميدانية والنظرية ما يكفي، غير سيئة، مقارنة مع الاندحار الكبير، في المباراة الثانية، أمام البيرو بثلاثية نظيفة، قبل الخروج بتعادل سلبي أما بلغاريا.
هكذا، أسدل الستار عن أول مشاركة مغربية في مونديال يحصره، الذين جايلوا باموس وعلال وغاندي، في المباراة الأولى ضد الألمان وهدف حمان “التاريخي”، فيما الباقي مجرد تفاصيل لا تحضر إلا عند الضرورة.
أي نتيجة
View All Result