ما تزال معركة واد المخازن تعتبر الأعظم في تاريخ المغرب. كان السعديون على وشك الدخول في حرب أهلية، وكان على السلطة القائمة أن تواجه عددا من مُذَّعي الأحقية في الحكم. من بينهم محمد المتوكل، السلطان الرابع في الدولة السعدية (1574-1576) الذي خلعه عمه عبد الملك (1576-1578).
في غضون ذلك، لجأ المتوكل إلى لشبونة لطلب دعم البرتغال، ونجح في إقناع الملك “المتهور” سيباستيان الأول لعقد تحالف عسكري. وإذا كانت إسبانيا قد رفضت الانخراط في هذه الحملة، فإن الفاتيكان، من جهتها، دعمت الملك الشاب البرتغالي الذي كان يتلهف لطبع حكمه بغزو بري للمغرب. هكذا، قاد سيباستيان جيشا عالميا تحت راية الصليب، ونزل بالمغرب في صيف 1978.
غير أن الجيش المسيحي تكبد خسارة فادحة في المعركة التي اعتبرت أكبر خسارة عسكرية في تاريخ البرتغال. فقد قتل سيباستيان، ودخلت بلاده في أزمة، استغلتها جارتها إسبانيا لبسط سيطرتها. بينما المغرب، سيعيش فترته الذهبية تحت حكم أحمد المنصور الذهبي، شقيق عبد الملك الذي توفي بعد المعركة بقليل بسبب مرض غامض. كما قتل المتوكل، المعروف في الأدبيات المغربية بـ”المسلوخ”، في المعركة التي أصبحت تعرف أيضا بمعركة الملوك الثلاث.
أي نتيجة
View All Result