يعود حسن أبو أيوب، السفير المغربي الحالي بالعاصمة الإيطالية روما ووزير التجارة الخارجية الأسبق، إلى تفاصيل مفاوضات المغرب للانضمام إلى الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة «الكاط»، قبل أن تتحول إلى منظمة التجارة العالمية، بمناسبة احتضان مدينة مراكش للمؤتمر في عام .1994 كما يتحدث أبو أيوب عن ترشيحه للإدارة العامة لمنظمة التجارة العالمية في عام ،1999 قبل أن ينسحب في آخر لحظة بعدما «بدأ عملٌ غير شرعي وغير مقبول قامت به أمريكا لترجيح كفة المرشح النيوزلندي»، على حد قوله.
كنت من الفاعلين الأساسيين في مفاوضات المغرب مع «الكاط» التي توجت بانضمامه للاتفاقية وأيضا باحتضان مراكش لمؤتمرها. هل يمكن أن تحدثنا عن تفاصيل ذلك؟
لقد انطلقت المفاوضات منذ عام 1987 في مدينة بونتا دل إستي في الأوروغواي، والتي صودق فيها على إعلان حمل اسم المدينة المذكورة، وضعت فيه تفاصيل أكبر مفاوضات تجارية في تاريخ البشرية بعد إنشاء «الكاط»، أي منظمة التعريفة والجمرك، التي تأسست في العاصمة الكوبية هافانا غداة نهاية الحرب العالمية الثانية. لما انطلقت هذه المفاوضات، لم يكن المغرب عضوا بعد في «الكاط»، لكنه شارك في التهييء كدولة ملاحظة. لكن بمجرد ما انتهينا في المغرب من التصحيح الهيكلي الذي بدأ في عام 1983، عمدنا إلى توظيف التدابير والحكامة الاقتصادية الجديدة التي تبناها المغرب للانضمام إلى «الكاط». وذلك ما حصل في عام 1987، وربما كانت تلك أسرع مفاوضات عرفتها المنظمة مع دولة راغبة في الانضمام. وبمجرد انضمامنا، عملنا على عدم تضييع الوقت، بعدما تبين لدينا أننا نملك هامشا تفاوضيا مهما، نظرا لجودة الطاقم التفاوضي المغربي، والذي كان يتكون من أطر تمثل وزارات عدة، فضلا عن أطر من القطاع الخاص، بل إن المغرب نجح في رئاسة لجنة النسيج التي كانت إحدى أقوى وأصعب اللجن، والتي كنت أرأسها.
هل راجعتم الملك الراحل الحسن الثاني؟
بطبيعة الحال. إذ بادرت بعيد قبول مدينة مراكش إلى الاتصال بالملك الحسن الثاني، وأخبرته أنه تقرر اختيار مراكش لاحتضان الجولة الأخيرة من مؤتمر «الكاط» لتتحول إلى منظمة التجارة العالمية. وهنا أشير إلى أن اختيار مراكش بقي سريا بين أعضاء الدول العشر، إلى أن جاء المدير العام الإيرلندي، الذي بدأنا معه التحضيرات، في صمت وهدوء، لاحتضان مراكش ذلك الحدث الكبير والمهم.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 19 من مجلتكم «زمان»