مرت 22 سنة على اغتيال محمد بنعيسى آيت الجيد، ومع ذلك ما تزال الحقيقة في ملفه معلقة رغم صدور حكمين قضائيين، سنتي 1994 و2009، ووجود متهمين آخرين في صف الانتظار” .زمان” تعيد، اعتمادا على الوثائق وشهادات المعنيين، نسج حكاية طالب تفرق دمه في التسعينات بين الفصائل الطلابية، واليوم ربما في صراع العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة.
اهتزت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، قبل عام، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها الطالب عبد الرحيم الحسناوي. وجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى طلبة من فصيل النهج الديمقراطي القاعدي (البرنامج المرحلي). قتل الطالب، ذو الواحد والعشرين ربيعا، بسبب ندوة، لم يكتب لها أن تنعقد، أعلنت عن تنظيمها منظمة التجديد الطلابي التي ينتمي إليها، تحت عنوان «الإسلاميون، اليسار، الديمقراطية». لم يكن موضوع الندوة هو الذي أشعل فتيل الأحداث التي انتهت بمقتل الطالب الحسناوي، بل يكمن السر في أحد ضيوف الندوة المنتظرين: عبد العالي حامي الدين، الأستاذ الجامعي والقيادي بحزب العدالة والتنمية. دفع الحسناوي، في الحقيقة، ثمن دم قديم عمره 21 سنة: محمد بنعيسى آيت الجيد. قتل هذا الطالب القاعدي التقدمي في بداية سنة 1993 في فاس. ومنذ ذلك التاريخ، يحمل رفاقه عبد العالي حامي الدين مسؤولية المشاركة في اغتياله. وبمجرد ما أعلن عن اسم القيادي الإسلامي للمشاركة في ندوة التجديد الطلابي، حتى أعلن طلبة البرنامج المرحلي (هم غير الفصيل القاعدي التقدمي الذي كان ينتمي إليه الراحل بنعيسى) أن الأمر «محاولة أخرى لإعادة اغتيال الشهيد أيت الجيد محمد بنعيسى»، رافضين أن يعود من يعتبرونه «أحد القتلة» إلى «مسرح الجريمة».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 19 من مجلتكم «زمان»