ارتبط عبور جيش طارق بن زياد إلى الضفة الأخرى بحدثين هامين،هما إحراق بن زياد للسفن وإلقاؤه لخطبة حماسية، غير أن عددا كبيرا من المؤرخين يشككون في صحة الحدثين.
يعتبر فتح الأندلس من اللحظات الفارقة في تاريخ الفتوحات الإسلامية، فبفضله قدر للمسلمين بقيادة الفاتح طارق بن زياد احتلال أجزاء مهمة من شبه الجزيرة الأيبيرية التي كانت آنذاك تحت الحكم القوطي. وعادة ما ترافق كل اللحظات التأسيسية في حياة أمة أو شعب ما، مجموعة من الأساطير والخرافات ذات المنحى البطولي، سواء نسجت تلك الأساطير في زمن قريب أو بعيد عن الحدث، بل كلما ابتعدنا عن الحدث تتضخم الأساطير وتعطى لها هالة كبيرة في تمثلات شعوبها. وقد ارتبط عبور جيش طارق بن زياد إلى الضفة الأخرى من المتوسطي في المنطقة التي سميت باسمه فيما بعد، بحدثين هامين تذكرهما المصادر التاريخية، هما إحراق طارق بن زياد للسفن التي أقلت جيشه وإلقاؤه لخطبة حماسية وهي المعروفة بخطبة طارق بن زياد، وقد كانت غايته من ذلك وضع جيشه أمام الأمر الواقع إما القتال أو القتال ولا سبيل للتراجع، وهو ما تعبر عنه مقولة «أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم …»، هذه المقولة غدت مثلا يردده كل من تقطعت به سبل التراجع.
مراد لمخنتر
تتمة المقال تجدونها في العدد 5 من مجلتكم «زمان»