أصدر خوصي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق، الجزء الثاني من مذكراته. وهذا الكتاب-الاعترافات، في الأصل، هو عبارة عن لقاءات جمعته بشكل انفراديّ مع العاهليْن الحسن الثاني ومحمد السادس.
صدَرَ، حديثا في إسبانيا، الجزء الثاني من مذكرات خوصي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق، بعنوان «توافق السلطة. مذكرات II»، بعد الجزْء الأول الصادر عام 2012 والذي خصصه، أساسا، للحديث عن فترة شباب هذا السياسي المحافظ، وكذا عن سنواته الأولى على رأس الحكومة الإسبانية. الإصدارُ الأخير هو خامس كتاب لأثنار، غيْر أنها المرّة الأولى التي يتطرق فيها للمغرب وللعلاقات «المتوترة» التي كانت تربطه بالملك محمد السادس، كما تطرق إلى «الحرب» التي كانت على وشك النّشوب بين المغرب وإسبانيا.
في هذا الكتاب، الذي كان ينتظره الكثيرون في السنوات الأخيرة، يبوح السياسيّ الإسبانيّ بما كان يراه حول النزاع على جزيرة ليلى، كما يبوح بآرائه حول هاته الشخصية أو تلك، مغربية أو إسبانية.
في الوقت نفسه، يتطرق أثنار إلى علاقاته الملتبسة مع الملك الراحل الحسن الثاني، وإلى «صداقته» مع الوزير الأول الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي، وإلى ما كوّنه من آراء سلبية حول الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، وأيضا إلى ما يتذكره من ومضات للحديث عن التفاهم الجيّد بين الملكيّتيْن الإسبانية والمغربية.
وفي الصفحات التي خصّصها الكتاب للمغرب، اختار أثنارأنْ يضعَ الملكَ محمّد السادس في مكان «على المَقَاس»، إذا صحّ التعبير، وعمل على تصفية حساباته مع المُحيط الملكيّ. قبْل التطرّق إلى أهم ما جاء في كتاب أثنار، لابدّ من إبداء ملاحظتيْن تفرضان نفسيهما.
الملاحظة الأولى مفادها أنّ أثنار لمْ يبُحْ بكلّ شيء، ولم يحكِ عن كلّ ما ارتبط بأزمة جزيرة ليلى. وربما ينوي الاحتفاظ بأسراره لمرة مقبلة. أما الملاحظة الثانية، فتتصل بالوقائع التي سردها أثنار، وكان بعضها يحمل اتهامات ضدّ جاك شيراك حول جزيرة ليلى، هي من الخطورة بما كان، لكنها تظل مجرّد وجهة نظر أثنار لا غير.
واللافت أن لا أحد من الشخصيات، التي ذكرها، لم يكتب مذكرات، ولم يتحدث، علانية، عن هذه الحقبة الصعبة التي ميّزتْ العلاقات المغربية–الإسبانية.
عدنان السبتي
تتمة المقال تجدونها في العدد 3 من مجلتكم «زمان»