صدر، حديثا، كتاب “أحداث 3 مارس 1973، بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة” يحبل بما حفظته ذاكرة امبارك بودرقة (عباس). “زمان” اختارت، بتصرف، مقتطفات حول تلك الأحداث كما رواها صاحبها.
يعود امبارك بودرقة، في حواره مع المؤرخ الطيب بياض، إلى أحداث 3 مارس 1973 التي كادت تحول المغرب إلى حمام دم.
اللقاء مع دهكون
«عندما التقيت بعمر دهكون، الذي دأب على حمل السلاح والتخفي في نفس الوقت في هيئة شيخ يقرأ القرآن في مقابر الدار البيضاء، دعاني للالتحاق بالخلايا التي كان يشرف عليها، استجبت لطلبه، ملتمسا أن أتولى الإشراف على جلب السلاح من الخارج، وتنسيق وصوله إلى حيث يجب أن يصل في الداخل، ثم أن يكون هذا الأمر سرا بيننا، تحصينا لهذا المولود الجنيني الشديد الحساسية من كل تهاون أو استخفاف أو إطلاق الكلام على عواهنه. بمعنى أني رمت هذا الاختيار الصعب والمحفوف بالمخاطر، إيمانا مني بأن مهمة من هذا النوع من المفترض أن يتولاها شخص يأخذ الأمور بجدية كبيرة وحذر أكبر، يتوفر على مهارة ودقة لا متناهيتين، ويجيد فن المراوغة والمناورة والتمويه، وإلا نسف المشروع من أساسه وانتهينا جميعا إلى حبل المشنقة. حرصت في تحركاتي على عدم إثارة الانتباه ودفع الشبهات. فمثلا كلما قصدت ليبيا، كنت أتفادى السفر مباشرة من باريس إلى طرابلس، بل كان لا بد من العبور من مطار روما كحلقة وسطى للتمويه، دون أن يتم ختم جواز سفري في ليبيا.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 77 من مجلتكم «زمان»، مارس 2020