ألحق الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب مساء الجمعة الماضي أضرارًا بالغة بمسجد تينمل الذي يعد أحد أهم المواقع التاريخية في جبال الأطلس الكبير. وقد بنى هذا المسجد المصنوع من الطوب اللبن والحجر أسرة من القرون الوسطى فتحت شمال إفريقيا وإسبانيا. ويعود تاريخ مسجد تينمل إلى القرن الثاني عشر وقد بني في أحد أودية جبال الأطلس النائية حيث أقامت دولة الموحدين عاصمتها الأولى قبل أن تستولي على مراكش وتعلن قائدها خليفة وتزحف عبر المنطقة مدفوعة بحماس ديني. وذكرت وسائل إعلام مغربية أن أجزاء من المسجد انهارت جراءالزلزالالذي بلغت قوته 6.8 درجات، وهو أكثر الزلازل تسببًا في إلحاق أضرار بالمنطقة منذ عام 1900 على الأقل.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر مسجد تينمل وقد تداعت جدرانه وانهارت مئذنته جزئيًا وقد تكومت الحجارة بقربه. وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها تلقت أنباء عن وقوع “أضرار بالغة بمسجد تينمل”، وأضافت أنها تلقت مقترحات بإدراجه ضمن مواقعها للتراث العالمي. وأوضحت أنها ما زالت تنتظر إرسال فريق لتقييم الأضرار.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر بوزارة الثقافة المغربية قوله إن الوزارة قرّرت ترميم المسجد وستخصص له ميزانية. وتجاوز عدد ضحايا الزلزال2497 شخص وأدّى إلى تدمير مبان قديمة عبر جبال الأطلس الكبير وانهيار منازل مبنية من الطوب اللبن والحجر في العديد من القرى.
كما دمّر أجزاء من المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث انهارت مئذنة وأجزاء من أسوار المدينة التاريخية إلى جانب بعض المنازل القديمة.