«أنا أسعد الرجال لأنني أفعل ما أحب»، هكذا أحب المغني المغربي اليهودي سامي المغربي أن يعرف بنفسه. طبع الرجل اسمه في ذاكرة الأغنية المغربية اليهودية، قبل أن يقرر في الخامسة والأربعين من عمره، أن يصبح حاخاما في الكنيس.
ازداد سامي المغربي لأسرة مغربية يهودية بمدينة أسفي سنة 1922، «صرخت القابلة صباح السابع من بيساح “باروخ حبة“، فزغردت النسوة محتفيات بمولود جديد اختارت له عائلة أمزلاك اسم سالومون أو شلومو». «زيادة، ختان، تسمية… أسبوع من الأمداح والأدعية الدينية، من نوبات الآلة الأندلسية، قصائد الملحون، ناهيك عن الأهازيج الشعبية من عيوط وما أدراك من عيوط الحصبة. حفل بهيج احتضنته إحدى العائلات المسلمة الكبرى التي كان الوالد خياطها الرسمي»، يذكر الباحث في تاريخ المغاربة اليهود، محمد أمسكان. كانت تلك بذرة الغناء الأولى التي غرست في شلومو وهو في مهده، ليكبر انجذابه للموسيقى شيئا فشيئا حتى أصبح أحد أشهر مطربي الأغنية المغربية اليهودية.
عاش الطفل شلومو في بيئة متعددة الثقافات، نظرا لجو التسامح الذي طبع مدينة أسفي بداية من ضريح الولي الصالح المسلم محمد أبي صالح، إلى مزارة أولاد بن زميرو، سبعة رجال اليهود، ثم مبنى الكاتدرائية البرتغالية المسيحية. في مؤلفه “اليهود في الغناء المغاربي والعربي“، يقول محمد الصقلي بأن ولع سامي بالغناء لم يكن وليد الصدفة، بل ورث موهبة الصوت من والده الذي كان يمتهن الخياطة التقليدية بمدينة أسفي قبل أن تهاجر أسرته إلى الرباط سنة .1926 وهو الأمر ذاته الذي يؤكده الباحث في تاريخ الموسيقى أحمد عيدون حينما كتب: «كان منذ طفولته على اتصال بالموسيقى خصوصا مع والده في الكنيس». يمكن أن نتخيل حياة الطفل في الرباط كما وصفها أمسكان «بأزقة الملاح التي ما زالت تحمل أسماء الشيخ داوود، بنعطار، الحزان دافييد، بوحطوط، دافييد كوهن ومارتيالو…أتخيله راكضا في الساحات العمومية متفرجا على الحلايقية، بين معبد ربي شالوم الزاوي، مدرسة العهد، دكان الوالد والبيت، تستقبله أحضان أم حنون».
تتمة المقال تجدونها في العدد 117 من مجلتكم «زمان»