عُرِف عن المولى سليمان رفضه الخلافة ثم قبولها على مضض، ووهابيته المزعومة، وسياسته الاحترازية. لكن حدثا آخر وقع في حياته يستحق أن يروى .سنة ،1819 وقع السلطان أسيرا لدى آيت أومالو بالأطلس المتوسط. أسر تحول إلى «ضيافة» ثم اعتذار ثم تسريح، لكنه تسبب في سقوط هيبته من قلوب الرعية.
عندما تولى المولى سليمان عرش المغرب سنة 1792، قضى 5 سنوات يحارب أخويه المولى هشام في الجنوب والمولى مسلمة في الشمال إلى أن قضى على ثورتهما. لكن ما لقيه من شراسة اتحادية آيت أومالو كان أدهى وأمر، فلسنوات طويلة ظلت هذه القبائل خارج سيطرة المخزن، وأذلت المولى سليمان في مناسبتين، بل أسرته في الأخيرة منهما. وظل لديها أسيرا «مكرما» لثلاثة أيام، قبل أن يرافقه فرسانها إلى أبواب قصره بمكناس.
تعود وقائع قصة أسر المولى سليمان إلى الأيام الأخيرة من شهر ماي 1819، عندما أعلن هذا السلطان عزمه غزو قبائل اتحادية آيت أومالو (زيان، بني مگيلد، وآيت يوسي) بالأطلس المتوسط. هذه الأخيرة كانت قد التحمت منذ مدة حول قائدها القوي أبي بكر أمهاوش، وألحقت بجيوش السلطان هزيمة منكرة في معركة آزرو قبل ثمان سنوات. لم يكن التوقيت الذي اختاره المولى سليمان لشن الحرب موفقا، إذ كانت البلاد تنوء تحت وطأة وباء، خاصة في الأقاليم الشمالية، يجثم على صدرها منذ سنة. يقول أحمد بن خالد الناصري في «الاستقصا»: «فحشد السلطان رحمه الله عرب الحوز كلهم، وكتب إلى العبيد بمكناسة يأمرهم أن يوافوه بتادلة. وكتب إلى ولده وخليفته بفاس المولى إبراهيم أن يوافيه بها بجيش الأوداية وشراقة وعرب الغرب وبرابرته وعسكر الثغور».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 14 من مجلتكم «زمان»