في هذا الشهر، تحل الذكرى التاسعة والأربعين لتنظيم المسيرة الخضراء 6 نونبر 1975. وهي حدث تاريخي رسم رؤية جديدة للمغرب وفتح آفاقا سياسية ودبلوماسية واسعة على المستويين الإقليمي والدولي .في هذا الحوار، نتعرف على المسار الكامل لقضية الصحراء المغربية منذ استقلال المغرب؛ إذ يوضح الباحث المتخصص سمير بنيس، خبايا الملف داخل مجالس الأمم المتحدة، منذ خمسينات القرن الماضي وصولا إلى مرحلتنا الراهنة. كما يضع ضيف العدد، أصبعه على مكامن النقص لدى الجانب المغربي: من حيث ضعف الإنتاجات الأكاديمية باللغات الأجنبية، ومن حيث الفرص التاريخية التي ضيعتها المملكة لإنهاء هذا الملف الشائك.
صراحةً لم أُفاجأ بهذا القرار، لأن الجزائر عودتنا منذ انتهاء حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على اتخاذ قرارات تصعيدية يصعب على المرء في بعض الأحيان فهم المغزى منها والأهداف التي تسعى الجزائر إلى تحقيقها. خلال فترة الرئيس السابق، وعلى الرغم من حالة الجمود والتوتر الدائم التي عاشتها العلاقات بين البلدين، إلا أنهما استطاعا الحفاظ على قنوات التواصل والتعاون فيما بينهما. هذه المعادلة تغيرت منذ عام .2019 ويبدو من خلال هذا القرار أن النخبة العسكرية والسياسية التي تحكم الجزائر ليس لها أي نية في إعادة النظر في سياسة التصعيد التي اعتمدتها خلال السنوات الماضية ضد المغرب، وأنها مصرة على المضي قدما على هذا المنوال، وهو ما ينذر بمستقبل غير مشرق للعلاقات بين البلدين، ويدفع الكثير، ممن كانوا في السابق يؤمنون بإمكانية تجاوز هذه المرحلة والتصالح بين البلدين، إلى فقدان الأمل بخصوص وقوع هذا السيناريو. أظن أن هذا القرار، على غرار قرار قطع العلاقات مع المغرب قبل ثلاث سنوات، وكل القرارات التصعيدية التي اتخذتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، يعكس حالة التذمر والإحباط التي يعيشها النظام الجزائري وهو يرى كيف أن المغرب استطاع بشكل تدريجي وشبه نهائي إقبار مخطط تقسيمه الذي سعت الجزائر لتحقيقه على مدى خمسة عقود. فالنخبة العسكرية والسياسية الجزائرية التي تربت على مدى فترات من الزمن، خاصة خلال سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، في جو يطبعه الاستعلاء تجاه المغرب واليقين بأنها ستنجح في فرض نفسها كقوة إقليمية مهيمنة في المنطقة المغاربية، ترى كيف أن المغرب استطاع، بفضل سياسة الصبر الاستراتيجي التي نهجها ومرونته وحنكة دبلوماسيته، تحييد كل المخططات الجزائرية وإحباطها.
كيف بدأت علاقتك بدراسة موضوع الصحراء قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟
قبل الانتقال إلى دراسة العلاقات الدولية وكذلك التمكن من تعلم اللغة الانجليزية وإتقانها، درست اللغة الإسبانية في جامعة فاس، وحصلت على إجازة في اللغة الإسبانية عام 2000 بميزة متفوق .وعلى الرغم من أنني أدرس الأدب الإسباني، إلا أنني كنت طوال سنوات الدراسة في المغرب مهتما وشغوفا بالعلاقات الدولية، وبالعلاقات بين المغرب وإسبانيا على وجه الخصوص. وقد ساعدني التمكن من اللغة الإسبانية في التعمق بشكل أكبر في العلاقات بين البلدين. ومن ثم، حينما انتقلت للدراسة في خريف 2000 في فرنسا، قررت التخصص في العلاقات بين المغرب وإسبانيا .بعد ذلك بسنتين، شرعت في إعداد أطروحة دكتوراه عن العلاقات بين البلدين. وخلال فترة الأطروحة، اشتغلت على كل الجوانب التي تهم تلك العلاقات، بما في ذلك الشق التاريخي والشق المتعلق بالنزاعات الترابية فيما يتعلق بمسألة الصحراء المغربية وسبتة ومليلية والجزر الصغيرة المجاورة لهما. وبعد الحصول على الدكتوراه من جامعة، “Aix-en-Provence” استمريت في الكتابة عن الموضوع ونشر مقالات باللغة الإسبانية والفرنسية وكذلك العربية، إلى أن انتقلت إلى نيويورك في شهر يناير 2008 حيث بدأت مشواري في العمل في الأمم المتحدة.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»